ناجون من الزلزال في سوريا يحكون عن الألم وخطوة المستقبل
ورغم وقع الكارثة، يتحدث الناجون عن الأحلام التي تبقت في حياتهم، حتى يخوضوا غمار المستقبل، دون أن يتسلل اليأس إلى نفوسهم.
في مستشفى تشرين باللاذقية، تحدثت “سكاي نيوز عربية” إلى أشخاص نجوا من الزلزال الذي ضرب البلاد وجنوب تركيا، في السادس من فبراير الجاري.
تقول مياس، وهي شابة نجت من الزلزال “لا أفكر في شيء، في الوقت الحالي، لا أريد سوى الخروج من هنا حتى أذهب لأرى أختي، وهي أصغر مني، لأنها في الخامسة عشرة من العمر”.
وحال مياس أفضل بكثير، مقارنة بباقي أفراد عائلتها الذين يرقدون إلى جانبها في المستشفى، ولا يستطيعون الكلام، من جراء الإصابات البالغة التي تعرضوا لها وسط الكارثة.
بدا أخ مياس ممددا على السرير في المستشفى، بينما كانت الأم تئن ولسانها يلهج بكلام لا يفصح عن شيء سوى الأنين.
تتحدث عمة مياس عن الأم المصابة قائلة “هي هكذا منذ أن ضرب الزلزال، إذ تستيقظ وتنام وهي تنادي على ابنتها. وآخر كلمة منها هي؛ ماما سامحيني فأنا أحبك”.
في المنحى نفسه، تقول ابنة العمة “همنا الوحيد حاليا هو أن نجد لهم بيتا يؤويهم، عندما يغادرون المستشفى، فهم معدمون وليس لديهم أي شيء. نحن نبحث، والإيجار يصل سعره إلى مليون ليرة، ونحن لا نستطيع دفع هذا المبلغ”.
في الغرفة المقابلة، ترقد الطفلة سعاد؛ وهي ناجية وحيدة من عائلة كانت تضم أربعة أطفال، لكنها ما زالت تحت وقع الصدمة ولا تتكلم.
حين سألت “سكاي نيوز عربية” سعاد عن أول شيء تود القيام به عندما تغادر المستشفى، أجابت “أريد أن أخرج من هنا حتى أذهب لزيارة قبور أمي وأبي وإخوتي”.
أما الطفل الصغير آدم، فيحكي أحد المسعفين عن ظروف إنقاذه، قائلا إن أحد الجيران هو الذي جاء به إلى الإسعاف “لم يكن ثمة فرد من أهله حتى يتولى الأمر”.
انتبه الجار إلى وجود الطفل آدم بين الأنقاض، ثم هرع حتى يقدم المساعدة، وقد نجا الطفل بالفعل، في حين لم تمهل الكارثة شقيقه الذي قضى نحبه على غرار كثيرين وسط الكارثة.