جنوب السودان يستعد لاستقبال بابا الفاتيكان
ولإظهار اهتمامهم بالزيارة والمعاناة التي تواجهها بلادهم، وصل إلى جوبا الخميس نحو 60 شابا وشابة مشيا على الأقدام بعد تحركهم قبل 9 أيام من مدينة رومبيك التي تبعد 400 كيلومترا عن جوبا.
وقال رياك شول، وهو أحد الشبان المشاركين في الرحلة، إن تحمله هو وزملاءه الآخرين عناء السير الطويل والمرهق، تعبير عن رغبتهم الشديدة لرؤية البابا.
وأوضح شول لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه وعلى الرغم من طول الرحلة وصعوبتها، إلا أنهم كانوا مدفوعين بالأمل في أن تمنح زيارة البابا بلادهم روحا جديدة من الوحدة والتعاضد بعد سنوات طويلة من الحرب الأهلية.
ويأمل سكان جنوب السودان، الذين تعيش بلادهم حربا أهلية مستعرة، في أن توصل زيارة البابا لبلادهم الرسالة التي يحملها والتي تدعو للتوحد والتعايش السلمي وإنهاء النزاعات الأهلية التي أدت إلى مقتل نحو 500 ألف شخص وشردت الملايين وخلّفت أوضاعا إنسانية سيئة.
وقضى معظم قادة الكنائس المنتشرة في جوبا يومي الأربعاء والخميس في العمل من أجل إكمال الاستعدادات لاستقبال البابا، والصلاة من أجل أن تكون الزيارة فرصة للتصالح ولم شمل شعب جنوب السودان من جهة، ولفت أنظار العالم نحو دولتهم بعد عامين من الانشغال بجائحة كوفيد 19 والحرب الروسية في أوكرانيا.
وتأتي زيارة البابا إلى جنوب السودان، والتي يرافقه فيها روان وليامز رئيس أساقفة كانتبري إضافة إلى رئيس كنيسة اسكتلندا، وسط انقسامات سياسية وقبلية حادة أعاقت تقدم الدولة منذ انفصالها عن السودان في 2011، بعد حرب طاحنة استمرت 6 عقود، قتل وشرد خلالها أكثر من 4 ملايين شخص.
وعن أهمية الزيارة، قال الباحث السياسي والاجتماعي دينيس سكوباس لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن اهتمام سكان جنوب السودان بزيارة البابا يعكس تعطشهم الشديد للسلام والاستقرار وبناء دولتهم الغنية بالنفط والموارد الطبيعية بعد سنوات طويلة من الحروب الدموية.
ويتوقع سكوباس أن تجد رسالة البابا آذانا صاغية لدى سكان الجنوب، الذين يشكل الكاثوليك نحو 52 في المئة من مجمل السكان البالغ عددهم نحو 11 مليون نسمة بحسب إحصائية صادرة عن الأمم المتحدة في 2019.