د.عبدالعزيز الجار الله
هل هي مصادفة أن يعود العراق لاستضافة كأس الخليج العربية بعد آخر استضافة له الأولى عام 1979م؟.
ليعود مرة أخرى إلى الاستضافة الثانية له لبطولة الخليج العربي عامي 2022 – 2023.
أيضاً هل هي مصادفة بأن يتوقف العراق عن استضافة البطولة الخليجية من 1979 حتى هذا العام؟.
وهذا التاريخ 79 يتوافق مع قيام الثورة الإيرانية ثورة الملالي، وبالمقابل عودة للاستضافة 2022-2023م هي سنة قيام ثورة احتجاجات الشارع الإيراني سبتمبر 2022 ودخول حكام طهران الملالي مرحلة التهديد من الشعب عبر المظاهرات اليومية ضد العمائم وربما مواجهة إيران خطر التقسيم حسب الأقاليم والعرقيات، بمعنى أن العراق توقف عن الاستضافة عام 1979 ثورة الملالي، وعودتها عام 2023 مع ثورة الشعب الإيراني.
هل هي مصادفة، أم هي دورة الزمان من أيام صعبة عاشها الشعب الإيراني في ظل حكم القيادة الحالية التي بددت اقتصاد الوطن في حروب غير مبررة والصرف على ميليشيات في لبنان وسوريا والعراق واليمن بمليارات الدولارات المهدرة التي لن تبقى أي شكر وثناء من الميليشيات إذا تم طرد الحكومة الحالية، حينها سيعرف الشعب الإيراني أن أمواله واقتصاده قد تلاشى على أحلام كاذبة، وفرط في التنمية والإصلاح والبناء.
والآن يكتشف العراق أنه ضحية الملالي الذين دمروه منذ عام 1980 في الحرب حتى 1988، ثم الهيمنة السياسية عام 2003 بعد الغزو الأمريكي للعراق، سيكتشف العراقي أنه تدمر سياسيا واقتصاديا وأنه تدمر اجتماعيا، حين تم تقسيمه:
– مذهبياً.
– وعرقياً.
– وعائلياً.
عندما أدخل في خزعبلات وتلفيقات اجتماعية وتفتيت الأسرة والعشيرة والشعب لمصلحة أجندة إيرانية مذهبية ضيقة ليصبح العراق حديقة خلفية لإيران، ثم ليكتشف العراق عام 2022 أن الشعب الإيراني يرفض قيادته ويطالب برحيلها، فالاحتجاجات جاءت للحكومة من الداخل من الشارع والإقليم، والرفض جاءها من المواطن بتحد قوي والمطالبة بعودة حقوقهم و دولتهم التي اختطفت منذ 44 سنة، حيث اختطفتها جماعات متطرفة.
يعود كأس الخليج إلى البصرة ليرفع صوت الخليج العربي وشط العرب، يعود عربياً مثلما كان سابقاً زمن الشعوب العربية الأكادية في الألف الثالث قبل الميلاد، ثم الشعوب البابلية العربية 2000 قبل الميلاد، ثم الشعوب الآشورية العربية 1800 قبل الميلاد، ثم تلاه العهد البابلي الحديث، واستمرت الشعوب العربية حتى بداية الإسلام عندما سيطرت ساسان الفارسية على العراق حتى طردهم ودمر امبراطوريتهم الفارسية دمرها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- في الربع الأول من القرن الهجري الأول، ومهد لوصول المسلمين إلى آسيا الوسطى والحدود الصينية والروسية.
والآن يعود العراق إلى حضنه العربي بعد غربة لم تطل 2003- 2022م وبإذن الله ينتصر العراقي العربي على من حاول تغريبه عن الخليج العربي.