د.عبدالعزيز الجار الله
يحدث في شمال، وشمال شرقي المملكة احتفالات متعددة محورها: درب زبيدة أو طريق الحج والتجارة طريق الكوفة، أو الطريق السلطاني، طريق القوافل الذي أسسته السيدة زبيدة بعد منتصف القرن الثاني الهجري عام 176هـ زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد – زبيدة بنت جعفر بن أبو جعفر المنصور العباسية الهاشمية (766-831م) (149-216هـ)، لربط بغداد عاصمة الخلافة العباسية بالمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويمر حالياً 2024 بالعديد من مناطق المملكة: مبتدئاً من الحدود العراقية يمر بمنطقة0: الحدود الشمالية وحائل والقصيم والمدينة المنورة ومكة المكرمة، ويعد درب زبيدة أحد الطرق القديمة التي كانت تسلك بين الحجاز والعراق قبل الإسلام، لكن زبيدة أسست الطريق ورصفت بعض مساراته ومهدته وأنشأت محطات للطريق وقصور للحراسة ومتعشى (استراحات) وحفرت الآبار والبرك وأقامت السدود والأحواض قرب الأودية، وسار الطريق عبر الواحات والمنخفضات الزراعية والسهوب الرعوية والفياض والروضات، واختصرت المسافة في الصحراء العراقية والصحراء بالجزيرة العربية الأراضي السعودية لتجعل من الأودية مثل وادي الباطن والأجردي والرمة قائداً لمسارهم، ودليلاً للطريق، ثم تحولت المحطات عبر التاريخ إلى هجر وقرى ومدن.
وفي 25 فبراير 2024م أطلقت هيئة التراث بوزارة الثقافة النسخة الثالثة بالتعاون مع إمارات حائل والحدود الشمالية وهيئة محمية الإمام تركي بن عبدالله، فعاليات مهرجان «درب زبيدة» في قرية زبالا الأثرية التابعة لمحافظة رفحاء، بمنطقة الحدود الشمالية، ويستمر عشرة أيام، للاحتفاء بتراث درب زبيدة الممتد من الكوفة في العراق إلى مكة المكرمة والذي يعد جزءاً من الموروث الثقافي العريق.
وبدأت الفعاليات بمسيرة قافلة «درب زبيدة» بمنطقة حائل مشاركة 40 متناً بدأت من قرية زبالا الأثرية برفحاء بالحدود الشمالية، باتجاه مدينة فيد التاريخية بحائل بمسيرة تستغرق عدة أيام. لذا فإن فعالية: درب زبيدة 2024 من 25 فبراير إلى 5 مارس 2024، في مدينة فيد التاريخية بمنطقة حائل، وموقع زبالا الأثري بمنطقة الحدود الشمالية.
وبرنامج الفعالية جولة على خطى النجوم لاستكشاف تاريخ درب زبيدة.
وفعاليات «شتاء درب زبيدة» الذي تنظمه هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية «ITBA»، وتتواصل فعالياته بمدينة لينة التاريخية، التابعة لمحافظة رفحاء، هي إعادة الذاكرة والحياة لطريق فتح باب التجارة بين بلدين وإقليمين استمرّت من ما قبل القرن الثاني الهجري وحتى توقفه أواخر العقيلات، التجارة المتأخرة قبل اكتشاف السيارات وتوقف هذا الدرب في منتصف القرن الرابع عشر الهجري، 1926م دخول أول سيارة إلى السعودية، ثم بدأت بعدها بسنوات تتوقف قوافل الجمال للحج والتجارة والتنقل بين السعودية والعراق وتستبدل بالسيارات.