د.عبدالعزيز الجار الله
مناسبة يوم التأسيس 22-2-1727 تتيح لنا إعادة قراءة المشهد الوطني من جديد، بلادنا التي رسم حدودها الجيل المؤسس من وقت مبكر أواخر القرن السابع عشر الميلادي، وفي الربع الأول من القرن الثامن عشر الميلادي حيث تم تدوينه، حدود تكاد تتحدد في جغرافيا بأقاليم جيولوجية وجغرافية تمت المحافظة عليها منذ زمن التأسيس 1727:
– من الغرب البحر الأحمر وخليج العقبة.
– ومن الشرق الخليج العربي والربع الخالي.
– من الجنوب رمال الربع الخالي وجبال وهضاب نجران وعسير وجازان.
– من الشمال صحراء الجزيرة العربية التي تلتقي بصحراء العراق والشام.
هذه الكتلة الجيولوجية والمظاهر الجغرافية شكلت -بإذن الله- إنسان هذه الأرض اجتماعياً وثقافياً، انعكس على السمات العامة وربما على السحنة والهيئة والسلوك، تنوع الأقاليم وتعدد البيئات ساهم في التكوين الثقافي المحلي وتنوعه في صورة أنثربولوجية شيقة لمجتمعات المناطق الإدارية، حيث تلقي معها إلى حد قريب تشابها تماماً.
البناء الجغرافي من الغرب إلى الشرق:
– البحر الأحمر، الجزر والشعاب المرجانية، السهل الساحلي وسهل تهامة.
– المرتفعات الغربية، الحرات البركانية الخامدة.
– الهضاب الوسطى هضبة نجد وجبال أجا وسلمى.
– الكثبان الرملية، الهضاب الوسطى.
– السباخ مصائد المياه، رمال السهل الساحلي، الخليج العربي.
هذه التشكيلة من البيئات المتباينة تبرز مظهرين:
– أولاً: الصعوبة التي واجهت قيادات التأسيس الإمام محمد بن سعود -رحمه الله رحمة واسعة- ومن معه في تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل 300 سنة، ثم الحفاظ على ما تحقق رغم المتغيرات والصراعات الدولية.
– ثانياً: التنوع الثقافي لهذه الأقاليم التي قدر أن يقدم نموذجا مميزا لشخصية المجتمع السعودي، في شخصية منسجمة تحمل سمات متوافقة وسط هذا التنوع الجغرافي، هذه الصياغة الرشيقة للإنسان السعودي ذات الجذور العميقة في تفاصيل المكان هي إحدى دعائم القوة في الثبات وصلابة الوحدة.
إذن التنوع المكاني مابين البحر والشاطئ والتهامية والجبال الشواهق والهضاب النجدية والسهوب والرمال والبقع والنواحي الرطبة تتشكل روح ثقافية شاملة تمثل نسق الإنسان السعودي الذي تبادل الأدوار مع المكان والنواحي لصياغة ثقافة موحدة تعبر عن السعودية، فالتعددية الجغرافية زادتنا تماسكاً وأكد أننا ننتمي لمرحلة تاريخية واحدة ولوطن عامر بالحب والنماء.