مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء في حوار لـ«الجزيرة»: رصد كامل للحالات التي تحتاج لنقل الأعضاء
«الجزيرة» – عوض مانع القحطاني:
أشاد مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء في المملكة د. طلال بن تركي القوفي بالدعم والمتابعة والمساندة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- باعتبار هذا المركز رسالة أخلاقية وإنسانية لإنقاذ حياة مواطن، أو مقيم.
وأكد القوفي خلال حديثه لـ«الجزيرة» أن المركز يوثق الحالات التي تحتاج للزراعة، مشيراً إلى أن حوادث السيارات رافد في زراعة أعضاء للمحتاجين بعد الموافقة على نقل هذه الأعضاء من المتوفى إلى المحتاج.
وأضاف أن لدى المركز خطة لرفع أعداد المتبرعين من خلال التوعية.. وإلى نص الحوار:
* كيف تقيمون دعم الدولة لهذا المركز؟
• المركز مدعوم من قبل الملك سلمان -حفظه الله- وبرغبة شخصية عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، كان المركز يحظى بالدعم والمتابعة لأنه عمل إنساني يخدم المحتاجين لزراعة الأعضاء في المملكة وحظي بدعم أكبر عندما أصبح ملكاً، فقد زاد الاهتمام والمتابعة ووضعت له الأنظمة واللوائح وتمت الموافقة على نظام التبرع بالأعضاء البشرية ولائحته التنفيذية، والدولة تعمل على حوكمة هذه الممارسة من خلال المركز السعودي لزراعة الأعضاء، بحيث تصبح رسالة المركز أخلاقية وإنسانية وزراعة الأعضاء تزدهر في المملكة. وأنا أؤكد لك أننا في السنوات الأخيرة نجد دعماً لتطوير جميع أعمال المركز بما يخدم الإنسان على هذه الأرض بحيث أن المواطن يحصل على الخدمات السريعة وذات قيمة أفضل، حيث تم حالياً استخدام التقنية في زراعة الأعضاء، نحن لدينا خطط جديدة بالتعاون مع عموم المستشفيات في المملكة من خلال التحول الرقمي التقني السريع لم يعد هناك مكاتبات ورقية ووضعنا في المركز منصة رقمية وطنية لكل محتاج للزراعة أو مريض يحتاج لأي عضو ومعلومات عن المحتاجين للزراعة على مستوى المملكة.
المتبرعون بالأعضاء يتم تكريمهم بأوسمة من الدولة من الدرجة الثالثة وتكريمهم أيضاً مادياً وخلال فترة وجيزة وبالطرق السريعة حددت بحوالي 6 أسابيع يتم تكريم المتبرع.
* هل تتلقون وصايا لمتبرعين بأعضائهم بعد الوفاة؟
• نعم، هناك من يوصون بالتبرع بعد وفاتهم بالرغبة تلقائياً من أنفسهم، وهناك من عندهم الحس الإنساني، ونحن نعمل على ما فيه مصلحة المحتاج من خلال تطبيق توكلنا لمن عندهم الرغبة في التبرع بالأعضاء، وهي طريقة سهلة وأقرباؤه غير ملزمين بتنفيذ الوصية إلا إذا رغبوا في ذلك من أجل احترام رغبة المتوفى بعد الوفاة، ولدينا سجل لرصد حالات الوفاة خاصة ممن أبدوا رغبتهم في التبرع بعد وفاتهم، ولدينا كذلك رصد شامل للحالات التي تحتاج للزراعة. وعدد الذين أبدوا رغبتهم بالتبرع بأعضائهم بعد الوفاة ما يقارب نصف مليون شخص، ونحن نسعى إلى هذا الرقم من خلال خطة توعوية.
* هل لديكم توسع في إنشاء مراكز في المدن الكبيرة التي توسع فيها البناء وزادت فيها نسبة السكان؟
• لدينا خطة متكاملة في زيادة الفروع في المدن الكبيرة، فلدينا فرع في جدة ومكة ونسعى لافتتاح فرع في المدينة وعسير، ونعمل وفق معدلات الوفاة في مناطق المملكة، فقد وجدنا المدينة وعسير هما بعد الرياض وجدة في حالات الوفاة، وكذلك لدينا في الشرقية وخلال هذا العام سيتم افتتاح فرع في القصيم والشمال.
* هل حوادث السيارات تشكل رافداً لكم في المتبرعين بأعضائهم بعد وفاتهم؟
• نعم، حوادث السيارات تشكل لنا رافداً والسقوط من المرتفعات والجلطات ونزيف المخ والوفاة القلبية وهناك في مجتمعنا من يحبون فعل الخير، والعمل الإنساني.
* ما هي المصاعب التي تواجهكم؟
• أبرز التحديات التي تواجه المركز هي في قلة أعداد المتبرعين بعد الوفاة الدماغية، وهذا يعود لعدة أسباب تتمثَّل في رفض أهالي المتوفين التبرع بسبب عدم اقتناعهم بحدوث الوفاة لخلطهم بين مفهوم الوفاة الدماغية والغيبوبة، ووجود بعض الآراء الخاصة التي لم تقتنع بالوفاة الدماغية، ووجود مفاهيم خاطئة بأن التبرع بالأعضاء قد يؤدي إلى تشويه جسد المتوفى أو انتهاك لحرمة الميت, وهي مفاهيم خاطئة ولا بد من توضيحها من قبل العاملين بمجال زراعة الأعضاء لأهالي المتوفين دماغياً.
* كم عدد الحالات التي تحتاج لزراعة الكلى والأعضاء في المملكة؟
• يقدَّر عدد المرضى المؤهلين للاستفادة من زراعة كلية بـ 1382 مريضاً، أما بالنسبة لمرضى زراعة الكبد فيقدَّر عدد المرضى المؤهلين للزراعة بـ 329 مريضاً بحاجة لزراعة كبد، والمرضى المؤهلون المحتاجون لزراعة القلب عددهم 124 مريضاً، والمرضى المؤهلون لزراعة الرئة 73 مريضاً وبلغ عدد المرضى المؤهلين لزراعة البنكرياس 92 مريضاً بالإضافة إلى 7 مرضى آخرين مؤهلين لزراعة الأمعاء. مما يجعل مجموع المرضى المؤهلين للزراعة 2007 مرضى مؤهلون للزراعة بالاستفادة من الأعضاء المتبرع بها بعد الوفاة.
* هل هناك غرفة عمليات بينكم وبين المستشفيات؟
• نعم, تم إطلاق نظام أثر للتبرع وزراعة الأعضاء والذي يتم من خلاله استلام جميع البلاغات من المستشفيات. كما يوجد رقم موحّد يستقبل جميع الاتصالات الواردة من المستشفيات على مدار الساعة.
* كيف يتم إقناع أقارب المتوفى بالاستفادة من أعضائه؟
• في بداية الأمر نتأكد من أن ذوي المتوفى متقبلون لتشخيص الوفاة الدماغية بشكل جيد، ومن ثم نتيح لهم الوقت الكافي لتقبل الصدمة وتحديد الوقت المناسب لمناقشتهم بالتبرع بالأعضاء. خلال النقاش يتم ذكر أعمال الخير لذوي المتوفى والتي لا ينقطع أجرها عن الإنسان حتى بعد وفاته، ونستدل بالأدلة القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على مساعدة الآخرين وعمل الخير. حيث إن التبرع بالأعضاء من الأعمال النبيلة التي تساعد في حياة المرضى الذين يعانون الفشل العضوي النهائي. كما نبيّن لهم معاناة المرضى على قوائم الانتظار الذين ينتظرون الأمل في كل وقت.
* ما مدى التعاون بينكم وبين المستشفيات في خارج المملكة للحصول على أعضاء المتوفين؟
• يوجد برنامج خاص لتبادل الأعضاء بين دول مجلس التعاون الخليجي والذي انطلق في العام 1996م واستفاد منه الكثير من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي من مرضى القصور العضوي النهائي.