إسرائيل تترقب كلمة نصر الله.. هل يفتح جبهة جديدة للقتال؟
ومن المنتظر أن يلقي حسن نصر الله كلمة عصر اليوم الجمعة والتي مهدت لها وسائل إعلام تابعة للحزب عبر نشر مقاطع لـ”نصر الله”، وهو يراجع عدد من الكلمات، وهو يسير في الطرقات تمهيدًا لإلقاء كلمته.
ويتزامن خطاب نصر الله، مع الأسبوع الثالث للحرب الإسرائيلية في غزة.
وأرسلت الولايات المتحدة في وقت سابق حاملة طائرات، وقوات لها إلى شرق المتوسط، فيما وصفه الجيش الأميركي بأنها رسالة دعم لإسرائيل، و”ردع” لأية أطراف إقليمية أخرى لدخول القتال.
جبهات إقليمية محتملة
وركز عدد من مراكز الأبحاث والدراسات الإسرائيلية، على تحليل موقف حزب الله قبيل الكلمة، لاسيما التوقعات بفتح جبهة قتالية جديدة ضد إسرائيل رغم تكبد لبنان خسائر موجعة نتيجة لذلك.
واتفقت تحليلات إسرائيلية عديدة على أن الحرب على غزة بمثابة “حرب إقليمية”، في ظل استهداف جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن لإسرائيل بمسيرات، والمواجهات الأخيرة المتقطعة لا ترقي لحالة حرب بين حزب الله وإسرائيل.
وأوضحت الباحثة العسكرية الإسرائيلية المقدم احتياط أورنا مزراحي، في تحليل مصور لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أن إطلاق حزب الله عشرات الصواريخ المضادة للدبابات ضد الآليات الإسرائيلية منذ بداية حرب غزة، بمثابة أخطر تصعيد على طول الحدود الشمالية لإسرائيل منذ “حرب لبنان الثانية”.
تخفيف الضغوط على حماس
وذكرت الباحثة العسكرية الإسرائيلية أنه رغم إطلاق الصواريخ ضد آليات الجيش الإسرائيلي من لبنان، إلا أن الوضع لا يرقى إلى حالة الحرب، وجاءت أبرز تحليلاتها كالآتي:
- حزب الله هو أقوى تنظيم عسكري لا يمثل دولة في المنطقة.
- إيران والعناصر الموالية لها في المنطقة تدعم تحركات حزب الله كحركة “مقاومة”.
- إيران تستخدم حزب الله على الحدود الشمالية لإسرائيل، وحماس في الجبهة الجنوبية لها في إطار الحروب بالوكالة التي تشهدها المنطقة.
- من المتوقع انضمام حزب الله للقتال ضد إسرائيل لفتح جبهات جديدة، وتخفيف الضغط على حماس.
رسائل ردع
ورغم إشارة المحللة العسكرية الإسرائيلية إلى قوة حزب الله، ودعم إيران له، والقدرات القتالية الكبيرة له، إلا أنها وجهت تحذيرا شديد اللهجة لنصر الله، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي أقوى منه، ولديه إمكانيات ستوقع به خسائر كبيرة.
ولففت الباحثة الاسرائيلية إلى أن المواجهات قد تؤدي إلى تدمير دولة لبنان، والتي تواجه في الأساس “وضعا صعبا”.
وتقول المحللة العسكرية الإسرائيلية:
- أميركا وجهت رسالة ردع قوية بوقفها إلى جانب إسرائيل ضد أي تهديد لها.
- دخول حزب الله للحرب معناه اندلاع حرب إقليمية قد يطول أمدها.
- الجيش الإسرائيلي يمتلك الإمكانيات والقدرات للحرب على أكثر من جبهة، لكنه يحتاج لاستمرار دعم المجتمع الدولي له.
حرب إقليمية
تحليل معهد سياسات الأمن القومي الإسرائيلي، لم يكن الوحيد، ولكن معهد السياسات الأجنبية الخارجية الإسرائيلي MITVIM، أشار في تحليل نشره على موقعه الإلكتروني، إلى أن المواقف الإقليمية والدولية تؤكد أن “الحملة العسكرية في حرب غزة، ليست صراعًا محليًا”.
وأشار المعهد الإسرائيلي، إلى أنه رغم القتال في منطقة جغرافية محدودة، لكن هناك خطرا واضحا بأن يتحول إلى “حرب إقليمية”، وسط هناك دعم أميركي وغربي قوي لإسرائيل يقوي مواقفها في العمليات القتالية.
تحذير عربي
وسبق أن حذر عدد من القادة العرب من خطورة استمرار التصعيد الإسرائيلي في غزة، مؤكدين أنه قد يؤدي إلى حرب إقليمية، مالم يتوقف إطلاق النار.
4 أطراف إقليمية
ويقول اللواء دكتور محمد الغباري، الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، في حديث لـ”سكاي نيوز عربية”، إن كلمة حسن نصر الله المرتقبة تتزامن مع تصاعد غير مسبوق في الحرب على قطاع غزة، ودمار كبير، وأوضاع إنسانية شديدة الخطورة، ما يرجح إمكانية انخراط حزب الله في القتال ضد إسرائيل، أو فتح جبهة قتالية جديدة.
وجاءت أبرز ملامح رؤية الخبير المصري، كالآتي:
- إسرائيل لم تعبأ بالتحذيرات المصرية والعربية لإمكانية انخراط أطراف إقليمية جديدة في القتال.
- خطر تحول المواجهات الإسرائيلية – الفلسطينية إلى حرب إقليمية متوقعة للغاية حال استمرار التصعيد الإسرائيلي ضد غزة.
- انخراط حزب الله وجماعة أنصار الله الحوثية وميليشيات مسلحة متواجدة في سوريا والعراق ضد إسرائيل قد يحدث في مرحلة لاحقة حال استمرار القتال.
- يجب الاستماع لصوت العقل، ووقف الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد غزة، لمنع تفاقم الأوضاع في المنطقة.
أزمة إنسانية
ويؤكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاهرة، أن خطر تحول الحرب الإسرائيلية على غزة إلى مواجهات إقليمية هو أمر وارد، خصوصًا مع استمرار الحصار الإسرائيلي للقطاع، ومنع دخول الوقود والمياه بالقدر الكافي لاحتياجات 2.5 مليون مواطن في غزة.
ويوضح أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاهرة، في حديث لسكاي نيوز عربية، أن هناك حاجة ملحة حاليًا لـ”هدنة”، والعمل على المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة بوتيرة أسرع من الراهنة، مع الانخراط في مفاوضات السلام.
ويشدد عاشور على أن إسرائيل تراهن على العمليات القتالية للضغط على حماس للإفراج عن الأسرى والمحتجزين لديها، كما يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والقيادات العسكرية الإسرائيلية حفظ ماء وههم، بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بإسرائيل عقب “هجوم 7 أكتوبر”.