حسين بكري قزاز.. التاجر الماهر أنموذج الإنجاز – عبده الأسمري
عبده الأسمري
من «طور» العصامية الأولى كتب «السطور» المثلى من الأمنيات في عالم «التجارة» والتي تحولت إلى «تجليات» عانقت «العالمية» مشفوعاً بذهنية «باكرة» ومهنية «مبكرة» بنت «اسمه» التجاري من أعماق «الطموح» إلى آفاق «الصروح».
صعد «سلالم» الاستثمار ونال «مراتب» الاقتدار بلغة «الأرقام» وعلو «المقام» ليكون «العدد» الصحيح في عوالم «الاقتصاد» والناتج المؤكد في معالم «السداد»
عشق تجارته وارتهن لمهارته فنال جدارته ليكون «محور» الارتكاز» لماركات أوروبا وأمريكا والاسم «المفضل» لمنتجات «الأناقة» و«الوكيل» الحصري لصناع «الفخامة»
ما بين أسماء «العطور» وأصداء «الموضة» وأبعاد «التسوق» واتجاهات «الإنتاج» اقتفى «أثر» التجارة وحصد «تأثير» الجدارة فأبقى «الصيت» مدوياً وترك «الصدى» جلياً في شواهد «المآثر» ومشاهد «الإثراء».
إنه رجل الأعمال الشهير الراحل حسين بكري قزاز -رحمه الله- أحد أبرز الأسماء التجارية في السعودية والوطن العربي.
بوجه حجازي هادئ الملامح ناطق المطامح يسكنه الصمت ويعلوه السمت مع «تقاسيم» مكية تتكامل مع الأسرة وتتماثل مع العائلة، وعينان واسعتان تسطعان حين التلاحم وتدمعان حيث التراحم وأناقة تعتمر البياض الذي يعكس صفاء داخله وصوت مسجوع بطيب القول ومشفوع بجميل اللفظ وعبارات قوامها «الخبرة» ومقامها «الحكمة» تتوارد منها مفردات تجارية فاخرة بالمعاني وانفرادات استثمارية زاخرة بالمفاهيم تنطلق من مخزون فكري ورصيد معرفي وكاريزما حافلة بسمات قيادية وصفات ريادية ونفس تقية نقية في مواطن «الإحسان» ومواقف «الخير» وفصول «المحاسن» وشخصية أصيلة التعامل نبيلة الطبع زاهية الحضور باهية التواجد قضى قزاز من عمره عقود وهو يؤسس «منظومة» تجارية فريدة ويؤصل «هوية» اقتصادية سديدة ويبنى «معالم» الانفراد التجاري في مجالات «استثمار» مذهل جعله وجه «ثقة» وأنموذج «كفاءة» على مستوى «العالم» حتى خلد مسيرته في «قوائم الأوائل» ومقامات «الكبار» بوقع «التميز» وواقع «الامتياز» وتوقيع «الأعتزاز».
في مكة المكرمة طاهرة البقاع زاهرة الإنتاج ولد عام 1925 في يوم مبهج انطلقت فيه «أهازيج» الفرح وانتثر خلاله «أريج» السرور في منزل والده الوجيه المكي وازدانت الأرجاء المكية ببشائر الخبر وتباشير النبأ وتعالت الدعوات ابتهاجاً بالمولود الجديد.
تفتحت عيناه صغيراً على أسرة ميسورة الحال وأب كريم نبيل تعلم منه أصول الامتثال «وأم حانية متفانية ملأت قلبه بفصول «الدلال» فنشأ مجللاً بمساعي «التوجيه» ومكللاً بدواعي «التربية» وركض طفلاً مع أقرانه على ثرى مكة الطاهر وتعتقت نفسه بروحانية المقر وطمأنينة المستقر وخضع لنصائح «التمكين» و«لوائح» اليقين ومضى طفلاً صغيراً ينتظر من والديه كل مساء «قصص» النماء وحكايات «الانتماء» ودعوات ظلت ترافقه في كل دروب العمر كانت له بمثابة «الدوافع» ومثوبة «المنافع».
درس قزاز المراحل الدراسية في مصر كما هي عادة الأسر الوجيهة في الحجاز آنذاك وتعانق في قاهرة المعز وأحيائها وميادينها مع «تطور» باكر غمر وجدانه فظل يملأ داخله بشواهد «الأمكنة» ومشاهد «الأزمنة» فترسخت في ذاكرته «معالم» الضياء واتخطف إلى صوت «النفع» في داخله ومكث يسجل في كشكوله «الملون» خرائط المستقبل بروح «التيقن» وبوح «التمكن» مولياً قبلة «أحلامه» شطر «التمدن» متخذًا من جنبات «الحضارة» في أرض الكنانة مرايا تشكلت في اتجاهاته الأربعة ليجعلها «عطايا» على أرض الواقع رسم حدودها بإتقان في افتتاح محل صغير بمكة المكرمة عام 1942 بعد عودته من مصر والذي كان «خطوة» سابقة إلى الازدهار و»حظوة» لاحقة نحو الابتكار.
ظل الشاب «حسين» ذو الخلق الحسن والمشهود له في أسواق مكة ومجمعاتها بالأمانة والإخلاص والنزاهة ولين الجانب ولطف المعشر يراقب «نداءات» الفالحين و«صيحات الكادحين» في صباحات «أم القرى» المفعمة بالبركات ويرتقب جموع «السابقين» إلى الصلوات في جنبات «البيت العتيق» متخذاً من «التدين» الباكر خلطة سرية وخطة جهرية تعلم منها «العطف» و«الحسنى» ليكون متجره «الصغير» نقطة تحول في حياته، بدأت بالمغامرة ومضت إلى المثابرة واتجهت إلى المصابرة فنال «أسبقية» السمعة و«أحقية» المكانة» التي ملأت أرض الوطن برياحين «الذكر» الواجب ومضامين «الشكر» المستحق.
ظل ينصت لنداء «الاستذكار» في أعماقه وتلك الأمثلة الشعبية والعبارات المكية التي غرسها والده في وجدانه حيث اقتبس من «عبارة» يا ولدي اشترِ بخمسة وبع بخمسة، والبركة بين الخمستين «قيمة «البركة»، وانتهل من عبارة «أول السيل قطرات قطرت» معني «القناعة» واستمر يحصد «ثمار» الأحلام ويجني «استثمار» المهام حتى حول بيت «قزاز» ليصبح أكبر بيوت التسوق في السعودية وضم في المتاجرالمنوعة التي افتتحت في كل أرجاء الوطن متطلبات الرفاهية ومقتنيات الموضة وأدوات المناسبات من ذهب ومجوهرات وساعات وإكسسوارات الأزياء وعطور وملابس رجالية وأقمشة وملابس نسائية. وبعد سنوات من «الركض» الأصيل في ميادين «الجودة «رتب قزاز «عناوين» الإجادة والريادة على «بوابات» العالمية حيث حصل على وكالات 48 ماركة عالمية من الساعات الفاخرة وأصبحت شركته واحدة من أكبر وأعرق وأشهر المؤسسات السعودية في مجال تسويق وبيع العطور ومواد التجميل والإكسسوارات والساعات والمجوهرات والتحف الفضية والكريستال والأزياء والمنتجات الجلدية والهدايا وغيرها
إضافة إلى عطور ماركات عالمية مثل ديور وشانيل وإيف سان لوران وغوتشي وغيرها والأسماء العالمية في مجال النجميل والإكسسورات مثل مون بلان» و«ديور» و«دانهيل» و«ديبون» وماركات تحمل اسم «قزاز» تشمل العطور والأقلام والساعات والإكسسوارات والملابس الرجالية والغتر والأشمغة وحقائب السفر يتم تصنيعها في أرقى المصانع العالمية وبتصميمات خاصة من مصممين ذوي موهبة فريدة.
ألفته المجالس والمحافل المكية والوطنية كونه صاحب أيادٍ بيضاء وبصمات جلية في الشأن الاجتماعي وله «إضاءات» في منصات «الوطنية» ظلت ساطعة في أفق الاستذكار والاعتبار.
منحه الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك «وسام الشرف» عام 2001 وتم تكريمه في أكثر من محفل.
انتقل قزاز إلى رحمة الله يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر جمادى الأولى عام 1442 الموافق 7 يناير 2021 عن عمر يناهز 95 عاماً بعد حوالي 79 عاماً من العمل التجاري المنفرد وتمت الصلاة عليه في المسجد الحرام وووري جثمانه مقابر المعلاة تاركاً خلفة «إمبراطورية» تجارية ضخمة أرساها على «دعائم» من العمل المؤسساتي وأعمال خير ظلت في متون «الخبيئة» أضاءت مسارب «المحتاجين» وأنارت «متاهات» السائلين.
حسين بكري قزاز التاجر الماهر «أنموذج الإنجاز» المقيم في الذاكرة المشرقة بالوفاء والاستيفاء والعطاء والسخاء.