الشرق الأوسط

روايات حزينة تحت وابل النيران بالسودان.. “لا أحد مهتم”

وتسببت المعارك المستمرة منذ منتصف أبريل في سقوط مئات القتلى وآلاف المصابين وتعطيل إمدادات الإغاثة وفرار 100 ألف نازح إلى الخارج وتحويل أحياء سكنية في الخرطوم إلى ساحات حرب.

وقال عثمان حسن (48 عاما) وهو من سكان أحد الأحياء الجنوبية على أطراف الخرطوم “منذ 4 أيام الكهرباء مقطوعة ونعيش في ظروف صعبة.. نحن ضحايا في حرب لسنا طرفا فيها ولا أحد مهتم بالمواطن”.

وتعرضت مصانع وبنوك ومتاجر للنهب أو التخريب في أنحاء الخرطوم وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه. وأفاد السكان بارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية.

وخلت أحياء بأكملها من سكانها الذين ينتابهم الخوف على منازلهم. وقالت آية الطاهر إنها فرت مع أسرتها إلى الأطراف الشمالية للعاصمة بعد أن أصاب الرصاص سقف منزلهم.

وأضافت أنها تخطط كل يوم للعودة لمنزلها حتى لمجرد الحصول على المزيد من المواد الأساسية، لكن الوضع غير آمن تماما.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن 551 مدنيا على الأقل قُتلوا وأصيب 4926 وذلك بحسب البيانات الواردة من السودان، لكن الترجيحات تشير إلى أن العدد الحقيقي أعلى بكثير بسبب صعوبة الوصول إلى المرافق الطبية.

“استخفاف بأرواح” المدنيين

قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن أحد مستشفيات الولادة الرئيسية في البلاد، وهو مستشفى الدايات في مدينة أم درمان المجاورة للخرطوم، ومستودع الإمدادات الطبية المركزي تعرضا للنهب.

وأشارت إلى تضرر 17 مستشفى في المجمل جراء القتال وإخلاء 20 قسرا منذ بدء أعمال العنف. وأضافت أن 60 مستشفى من أصل 88 في الخرطوم خارج الخدمة وأن العديد من المستشفيات الباقية لا تقدم كامل خدماتها.

وقال محمد عثمان الباحث في الشؤون السودانية بهيومن رايتس ووتش في تقرير: “الطرفان المتحاربان يظهران استخفافا بأرواح المدنيين باستخدام أسلحة غير دقيقة في مناطق حضرية مأهولة بالسكان”.

أعداد النازحين تناهز المليون

وتتوقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نزوح 860 ألف شخص من السودان، وطلبت المفوضية من الحكومات أن تحسن معاملة المدنيين الفارين من السودان.

وقالت إليزابيث تان مديرة الحماية الدولية بالمفوضية: “ننصح الحكومات بعدم إعادة الناس إلى السودان”.

وقالت المفوضية إن أكثر من 56 ألفا دخلوا مصر عبر معبري قسطل وأرقين منذ الخميس بينهم ما لا يقل عن 52500 سوداني، وفقا لأرقام وزارة الخارجية المصرية.

وقال رؤوف مازو مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات بالمفوضية: “الوضع الإنساني في السودان وما حوله مأساوي، هناك نقص في الغذاء والماء والوقود، ومن الصعب الوصول إلى وسائل النقل والاتصالات والكهرباء، فضلا عن ارتفاع حاد في أسعار المواد الأساسية”.

مباحثات جدة

  • أعلن الجيش السوداني مساء الجمعة إرسال مفاوضين إلى جدة بالسعودية لإجراء مباحثات حول وقف إطلاق النار.
  • قال الجيش في بيان نشر على صفحته على فيسبوك: “في إطار المبادرة السعودية-الأميركية التي تم طرحها منذ بداية الأزمة، غادر إلى جدة مساء الجمعة وفد القوات المسلحة السودانية لمناقشة التفاصيل الخاصة بالهدنة التي يجري تجديدها”.
  • أظهرت وثيقة الجمعة أن عدة دول بقيادة بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا والنرويج بصدد طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن الأزمة في السودان الأسبوع المقبل.
  • رغم إعلان وقف إطلاق النار لمرات عدة، بدا أن الجانبين يتصارعان للسيطرة على أراض قبل محادثات مقترحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى