د.عبدالعزيز الجار الله
المرحلة القادمة للسعودية والخليج العربي ستكون مرحلة إعلام نشط ومتحفز، وبالذات في السعودية، فقد شارفت المشروعات على الانتهاء، وبعضها الآخر تحت التنفيذ وفي طريقها للاكتمال. ويترتب علينا إعادة بناء الهياكل الإعلامية من جديد، فقد كنا بحاجة إلى الإعلام القوي في المرحلة الماضية لكننا اليوم بأشد الحاجة إلى إعلام قوي ومؤثر.
فقد مرت علينا أزمات كبيرة عصفت بالمنطقة الخليجية والعربية خلال سنوات طوال عاشت فيها المملكة أزمات قاسية وربما عنيفة اختارت فيه الصمت لعجزها عن الرد بسبب ضعف الهياكل والخطط الإعلامية ومن تلك الأزمات:
– عام 1990 وعام 1991 احتلال العراق للكويت ثم تحرير الكويت.
– عام 1995 تعرض المملكة لهجمات منظمة القاعدة الإرهابية وتفجيراتها داخل المدن السعودية.
– عام 2001م هجمات 11سبتمبر تعرض أمريكا لتفجيرات البرجين، ومحاولة توريط الخليج والسعودية في هذا الهجوم وإلصاق التهم به.
– عام 2003 وعام 2006 غزو أمريكا لبغداد ثم هيمنة إيران على العراق.
– عام 2011 بدء ثورات الربيع العربي وسعي الغرب إلى جر الخليج العربي إلى هذه الثورات.
كانت هذه الأزمات التي عصفت بنا: احتلال الكويت، تلتها تفجيرات منظمة القاعدة الإرهابية، ثم هجمات 11 سبتمبر، وغزو أمريكا للعراق واحتلاله، وأخيراً ثورات الربيع العربي. ساهمت هذه الأزمات بالتوالي في التأثير وإضعاف الإعلام الخليجي وخاصة الإعلام السعودي الذي وضع في مربع المدافع رغم ما كان يظهره من مقاومة بين الحين والآخر عبر المحطات الفضائية التي تحسب على السعودية.
لذا من الضروري الشروع بإعلام قوي يتولى زمام المبادرة في قيادة الإعلام المحلي والعربي عبر هياكل تلفزيونية ومؤسسات صحفية ووكالات علاقات عامة، وجعله إعلاماً قيادياً للخليج والمنطقة، وليس مدافعاً لإطفاء الحرائق فقط، خاصة أننا في ظل المتغيرات الدولية السريعة التي تدور أحداثها منذ: عام 2022 الحرب الروسية – الأوكرانية وحلف الناتو الغربي. يقابلها تراجعات في النزاعات في الشرق الأوسط، وربما مصالحة عربية إيرانية شاملة.
ليس من الضرورة أن العرب هم من يكسب الجولة القادمة مع ازدياد وتيرة الحرب الروسية – الأوكرانية لكن بقاءهم متمركزين في المربع الصحيح هو الأفضل لهم، وهذا يتطلب إعلاماً يعبر عن نفسه وعن مواقفه، فالخليج إعلامياً خسر طويلاً من اصطفافه في الصفوف الخلفية، فالحدث على أرضه ويتلقى أخبارها من وكالات الأنباء والمحطات الغربية.