د.عبدالعزيز الجار الله
يعتقد بعض الساسة من الإسرائيليين والغربيين أنهم فوتوا الفرص العديدة على أنفسهم في توسيع مساحة دولتهم إسرائيل وأنهم يتمنون أن يبتلع البحر عرب الضفة والقطاع وعرب الخط الأخضر، فهم يشعرون بكثير من الغيض والندم منها :
– الشعور بالمرارة لاكتفائهم بمساحة صغيرة ومحدودة من أراضي فلسطين عام 1948م.
– عدم طرد فلسطينيي داخل الخط الأخضر، وجعل أراضي 48م خالصة لليهود.
– أضاعوا فرصة احتلال أكبر مساحة في حرب 1967م من مساحات الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ومصر.
– الانسحاب من سيناء وطابة وتفريطهم بالأراضي العربية، توقيع اتفاق كامب ديفيد ففي 1979 تم رفع العلم المصري على مدينة العريش، وفي 1982 رفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح وشرم الشيخ في سيناء واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من سيناء 1989م، رفع علم مصر على طابا المصرية معلناً عودة جميع الأراضي المصرية المحتلة.
– شعروا بالخسارة من الانسحاب من جنوب لبنان عام 2005م حيث كانت إسرائيل قد احتلت جنوب لبنان عام 1978م وفي عام 1982 دخلت إسرائيل إلى بيروت ثم انسحبت وبقيت في الجنوب حتى عام 2000 ثم انسحبت من الجنوب ماعدا مزارع شبعا.
– شعروا بالندم من خطة فك الارتباط مع الضفة والقطاع أحادي الجانب عام 2005 حيث قامت إسرائيل بإخلاء المستوطنات في غزة والقطاع ومعسكرات الجيش من غزة و4 مستوطنات أخرى متفرقة في شمال الضفة الغربية.
لذا بين الحين والآخر ترتفع وتيرة حمى الغليان لدى المسؤولين في إسرائيل، آخرهم في فرنسا استخدام وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، يوم الأحد الماضي 19 مارس 2023 في باريس، خريطة لإسرائيل تضم الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة، وصرح: بأنه «لا يوجد فلسطينيون لأنه لا يوجد شعب فلسطيني، وقال: بعد 2000 عام في المنفى يعود شعب إسرائيل إلى دياره». وهناك عرب حولهم لا يحبون ذلك. اخترعوا شعباً وهمياً ويدعون حقوقاً وهمية في أرض إسرائيل فقط لمحاربة الحركة الصهيونية». وقال الوزير هذه هي الحقيقة التاريخية، والتوراتية، التي يجب أن يسمعها العرب في إسرائيل، هذه الحقيقة يجب أن تُسمع هنا في قصر الإليزيه، وفي البيت الأبيض وفي واشنطن.
وهو الوزير الإسرائيلي نفسه الذي أثار ضجة مؤخراً وإدانة دولية، بتصريحه بضرورة «محو» بلدة حوارة الفلسطينية.
إذن إسرائيل كشفت معظم أوراقها الحقيقية فلابد أن يتحرك العرب في المحافل الدولية للدفاع عن فلسطين وحمايتها من المتطرفين، وهذه الحملات على أرض الواقع وفي الإعلام الغربي فهي حرب على الأراضي والإعلام.