وساطة الصين.. واشنطن تحذر من "الخدعة" وموسكو ترحب
فيما أبدت موسكو استعدادها للنظر في مبادرة الصين لإنهاء حرب أوكرانيا، حذرت واشنطن كييف وحلفائها من “الانخداع” بها وقبولها، دون إجبار موسكو على الانسحاب من “الأراضي الأوكرانية”.
ومشيرا لأهميتها، يلفت باحث من موسكو إلى أن وساطة الصين “ستكون الأخيرة قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة”، بينما يؤكد باحث من كييف أنه “محكوم عليها بالإعدام”، وذلك في حديثيهما لموقع “سكاي نيوز عربية”.
تحذيرات واشنطن
جاءت تحذيرات واشنطن في وقت يجري الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينغ محادثات في روسيا ضمن أجندتها الدعوة لمفاوضات سلام بين موسكو وكييف.
الرئيس الصيني دعا لـ”ضرورة احترام مخاوف الدول”، وهو مصطلح استخدمته كذلك فرنسا خلال دعوتها الاستماع إلى مخاوف روسيا.
في المقابل، قلل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الإثنين، من شأن المبادرة الصينية، قائلا للصحفيين: “على العالم ألا ينخدع بأي قرار تكتيكي من روسيا، بدعم من الصين أو أي دولة، لتجميد الحرب بشروطها”.
واعتبر أن “الدعوة لوقف إطلاق النار دون انسحاب القوات الروسية سيدعم ويقوي الجانب الروسي”.
أما بوتين، فقال لنظيره الصيني: “اطلعنا على مقترحاتكم لحل الصراع في أوكرانيا، وسنناقش مبادرتكم التي ننظر لها بعين الاحترام”.
شروط موسكو
الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش، يعلق على هذه المواقف بأن “تلك المبادرة هي الأخيرة أمام أوكرانيا وحلفائها الغربيين، قبل أن تتسع دائرة الصراع وتخرج عن السيطرة”.
في نفس الوقت، يعرض فيكتوروفيتش مطالب موسكو “الأساسية” التي لو قبلها خصومها، يمكن أن تنجح المبادرة الصينية:
- الاعتراف بسيادة واستقلال المناطق الخمس التي انضمت إلى روسيا عامي 2014 و2022 (شبه جزيرة القرم ودونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا).
- تخلي أوكرانيا عن حيازة ونشر الأسلحة النووية، ووسائل إيصالها من الدول الأجنبية، وعدم الانضمام لأي تكتل عسكري (في إشارة لحلف الناتو).
- حل التشكيلات “النازية الجديدة” في أوكرانيا.
- الحد من عدد القوات المسلحة الأوكرانية.
- ضمان عدم شن أوكرانيا عدوانا على البلدان المجاورة مثل بيلاروسيا.
- عدم عسكرة الحدود (في إشارة لرفض روسيا اقتراب قوات الناتو من حدودها).
الرهان الأوكراني
عقب وصول الرئيس الصيني إلى موسكو أعلن الناطق باسم الخارجية الأوكرانية أن كييف تأمل في أن يستخدم شي جين بينغ “نفوذه” لدى بوتين لوقف الحرب.
ولكييف شروطها لوقف الحرب، وترفضها موسكو، ما حدا بلمايكولا بيليسكوف، الزميل الباحث في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الإستراتيجية، لأن يقول، إن مبادرة الصين “محكوم عليها بالإعدام”، كما اعتبر أن الصين “متورطة في الصراع بشكل مباشر عبر تزويد موسكو بالأسلحة، فكيف ستكون وسيطا؟”.
ويعد الانسحاب الروسي من “جميع الأراضي الأوكرانية”، شرطا أساسيا لكييف وحلفائها لوقف القتال.
وبحسب بيليسكوف، تراهن كييف على عدة أمور لتنفيذ هدفها هذا:
- مواصلة الضغط في محور الجنوب (في إشارة للمعارك حول خيرسون).
- استنزاف روسيا في محور الشرق، (في إشارة للمعارك حول باخموت).
- حينها ستسعى روسيا للتفاوض قريبا، وبدون شروطها التعجيزية.
وخلال الساعات الأخيرة، شنت أوكرانيا هجوما معاكسا في محور باخموت، محاولةً منع مقاتلي مجموعة “فاغنر” المسلحة والقوات الروسية من السيطرة على المدينة.
حسابات واشنطن
أمام هذه الحسابات والرهانات، يستبعد الأكاديمي الروسي فيكتوروفيتش، استجابة أميركية قريبة لمسألة التفاوض، رابطا ذلك بما وصفها بـ”حسابات لدى الإدارة الأميركية تجاه الصين وروسيا” والحرب، منها:
- حتى لو قبلت كييف وساطة الصين، ستعمل واشنطن على إفشالها، حتى لا تأخذ الصين دورا مؤثرا على الساحة الدولية، ولا يوضع الرئيس الأميركي جو بايدن في مأزق، خاصة بعد نجاح بكين في الوساطة بين السعودية وإيران.
- استفادة واشنطن من عامل الوقت وإطالة الأزمة حتى تحقق شركات الأسلحة أرباحًا طائلة.