واس – نيودلهي:
شارك صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، أمس، في اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين في عاصمة جمهورية الهند نيودلهي.
وألقى سمو وزير الخارجية كلمة في الجلسة الأولى للاجتماع والتي جاءت تحت عنوان «تعزيز التعددية والحاجة إلى الإصلاحات،والأمن الغذائي والطاقة، والتعاون الإنمائي» حيث ثمن خلالها جهود حكومة جمهورية الهند خلال رئاستها لمجموعة العشرين تحت شعار «أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد».
وأشار سمو الوزير خلال الكلمة إلى أهمية مواجهة العديد من التحديات العالمية ومنها، اضطرابات سلاسل الإمداد، والتضخم، والتحديات المتعلق في الديون وارتفاع أسعار الفائدة، والتي تؤثر على المشهد التنموي في العالم. وشدد سموّه على أهمية حل الصراعات والتوترات السياسية التي تعيق اتخاذ إجراءات فعالة بشأن مواجهة التحديات العالمية، التي تزيد من التفتت الاقتصادي.
وأكد سموّه أن مواجهة التغير المناخي يتطلب مواصلة العمل الجماعي، وتحسين سرعة وفعالية الأطر المتعددة الأطراف من أجل التكيف مع البيئات المتغيرة والتهديدات الجديدة، مشيراً إلى أن الاقتصاديات الرائدة التي تمثلها مجموعة العشرين تشكل وضعاً فريداً من نوعه في معالجة تلك المخاوف، مطالباً بأهمية توجيه جدول أعمال الاجتماع الوزاري نحو تحسين الظروف المواتية للحوار والسلام، والحد من الآثار السلبية للمنافسة الجيوسياسية على الاقتصاد العالمي.
وأوضح سموه أن التوقعات تشير إلى أن حوالي 8 % من سكان العالم قد يواجهون الجوع في عام 2030، فيما سيبقى 660 مليون شخص من غير الطاقة، وأن ذلك قد يؤخر العالم من الوصول إلى أهداف التنمية المستدامة الرئيسية بسبب انعدام الأمن الغذائي والطاقة.
وقال سموه إن من الضروري الحفاظ على الاستثمار في جميع مصادر الطاقة، بما في ذلك المصادر التقليدية،لضمان الوصول وتلبية الطلب، مشيراً إلى أن تنفيذ إطار الاقتصاد الدائري الكربوني الذي أقرته مجموعة العشرين في عام 2020، هو النهج الأكثر فاعلية وشمولية لتحقيق صافي انبعاثات صفرية مع بناء اقتصادات مستدامة.
وأضاف سمو وزير الخارجية أن حوالي 1.8 مليار شخص تؤثر عليهم الصراعات، ويمثلون 24 % من سكان العالم، مما يحتم على المجتمع الدولي تسريع الدعم والتخفيف من عدم الاستقرار الذي ينتشر خارج الحدود، مؤكداً مواصلة المملكة الوقوف مع الدول المحتاجة، وذلك من منطلق ريادتها في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية.
كما شارك صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية أمس في الجلسة الثانية لاجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين، في عاصمة جمهورية الهند نيودلهي.
وألقى سمو وزير الخارجية كلمة في الجلسة الثانية للاجتماع، والتي جاءت تحت عنوان «مكافحة الإرهاب، ورسم خرائط المهارات العالمية، والمساعدات الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث»، أكد في مستهلها أن المملكة رائدة في العديد من المبادرات القيمة، مثل إنشاء المركز العالمي لمكافحة التطرف (اعتدال).
وأوضح سموه أنه تم عقد شراكة مع العديد من الدول على أسس ثنائية وإقليمية لتحسين تبادل المعلومات المتعلقة بأنشطة مكافحة الإرهاب، مبيناً أن المملكة تعد عضواً في مجموعة العمل المعنية بالإجراءات المالية (FATF) لمكافحة غسيل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب والحد من انتشاره، كما أن المملكة عضو في التحالف العالمي للقضاء على داعش.وشدد سمو وزير الخارجية أن مكافحة الإرهاب تتطلب أيضا التعامل مع الجرائم الإلكترونية من خلال التعاون الدولي والتشريعات الفعالة.
وأوضح سموه أن المملكة اعتمدت العديد من المبادرات المحلية في إطار الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، بما في ذلك حماية الأطفال في الفضاء السيبراني وتمكين المرأة في مجال الأمن السيبراني.
وفيما يتعلق بمسألة رسم خرائط المهارات وتعزيز مجموعة المواهب، أكد سمو وزير الخارجية أن المملكة نفذت إصلاحات تسعى إلى تسخير المواهب الشابة، مع تلبية احتياجات سوق العمل المتطورة، مشيراً إلى أن المملكة أطلقت برنامجاً وطنياً لتطوير الموارد البشرية كجزءٍ من رؤية 2030، مما يجعل المواطنين مجهزين بشكل أفضل للتعامل مع التحديات المستقبلية.
وأكد سموه أن المملكة لا تزال رائدة في تقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية في جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى استجابة المملكة السريعة للزلزال الأخير في سوريا وتركيا، وما قامت به من تسيير جسر جوي إنساني عاجل، وتنظيم حملة تبرعات للتخفيف من آثار الزلزال.
وأضاف، أن المملكة استضافت مؤخراً منتدى الرياض الدولي الإنساني الثالث بالتعاون مع الأمم المتحدة، الذي ناقش سبل تعزيز الجهود الجماعية في هذا القطاع الحيوي، مثل الشراكات والتقييمات والتوطين وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وشدد سمو وزير الخارجية في ختام كلمته، على أهمية العمل الجماعي ووضع خطط مناسبة للاستجابة المبكرة باستخدام الحلول المبتكرة والتقنيات الحديثة لضمان عالم أكثر أمانا وازدهارا للبشرية.
من جهة ثانية شارك صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية أمس في افتتاح النسخة الثامنة لمنتدى حوار رايسينا، في عاصمة جمهورية الهند نيودلهي.
وافتتح المنتدى بكلمة من دولة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، وكلمة لدولة رئيس وزراء جمهورية الهند ناريندرا مودي.
ويهدف المنتدى إلى مناقشة العديد من المستجدات الدولية وفرص التعاون بين المجتمع الدولي لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، بالإضافة إلى بحث فرص تعزيز العمل المتعدد الأطراف في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم.