هذا ما فعلته أسعار الغاز في التشيك
تعاني جمهورية التشيك من نسبة تضخم هي من بين الأعلى في أوروبا، حيث وصلت إلى 17%. وأثقل ارتفاع سعر الغاز والكهرباء كاهل العائلات التشيكية. كاميرا سكاي نيوز عربية زارت إحدى العائلات في براغ لتنقل الصورة من هناك.
في أحد محال شارع نوفي ميستو بالعاصمة التشيكية براغ، تستقبلك رائحة القهوة ودفء قلوب عائلة بيتر سانتانوس، التي تمتلك متجرا صغيرا لبيع البن. بيتر وابنه رافايل، حريصان على تقديم القهوة والحلويات للزبائن، رغم مرارة الواقع الاقتصادي.
يقول والد العائلة، بيتر سانتانوس،”أصبحنا ندفع أسعار الطاقة وكل السلع الأخرى مضاعفة عدة مرات عما كانت عليه قبل حرب أوكرانيا. الواط الواحد كانت تكلفته حوالي خمسة كورونات اليوم أضحى بثلاثين”.
ويضيف بيتر سانتانوس، لـ”سكاي نيوز عربية” وهو يتحسر على الوضع الذي آل إليه متجره الصغير، “كان العشرات يزورون متجرنا يوميا، أما اليوم فنستقبل بالكاد ثلاثة أشخاص، وهم ليسوا تشيكيين بل سياح، وفي الغالب يتفرجون ولا يشترون شيئا”.
تراجعت حركة البيع لدرجة أن بيتر لم يعد يشارك في المعارض التجارية التي لم تعد تجذب الكثيرين .. أما الغاز الذي ارتفع سعره، فقد قطعه بيتر عن محمصة القهوة الكبيرة التي باعها واستبدلها بواحدة صغيرة لا تعمل إلا قليلا. لكن العائلة لا يمكنها قطع الغاز عن منزلها الذي يقع فوق المتجر.
ورغم الوضع الصعب تعمل العائلة بجد، تبيع البن والزيوت وماكينات القهوة، لتتمكن من دفع فواتير الغاز والكهرباء للحفاظ على دفء منزلهم .
تقول كلارا وهي زوجة بيتر سانتانوس،” نستخدم الغاز للتدفئة ولتسخين مياه الاستحمام. شركات الطاقة تؤكد أنها رفعت الأسعار بنحو ثلاثين في المئة لكن ذلك غير صحيح، فقيمة الفواتير تضاعفت عدة مرات”
وتضيف الأم التشيكية لـ”سكاي نيوز عربية”، “بعض العائلات أضحت تخصص راتب أحد أفرادها كاملا لتسديد فواتير الطاقة لا غير”.
تخشى عائلة سانتانوس من برودة الشتاء المقبل… وتخشى على مستقبل ابنها إذا ما طال أمد الحرب الأوكرانية، التي أثرت بشكل كبير على ارتفاع أسعار الغاز الذي بات يثقل كاهل العائلات التشيكية.