ميركل تخرج عن صمتها.. وتتحدث عن زيارتها الأخيرة إلى بوتين
وأكدت ميركل التي غادرت منصبها بشكل رسمي في ديسمبر 2021 “أنه لم يكن ثمة ما يمكن القيام به حيال بوتين“، فيما يقول منتقدوها إنها لم تكن حازمة مع بوتين.
وقالت ميركل، في مقابلة مع مجلة “دير شبيغل”، إنها أجرت زيارة وداع إلى موسكو في صيف 2021، فشعرت وقتها كما لو أن بوتين يقول لها “أنت منتهية من الناحية السياسية”، والسبب هو أن المستشارة كانت على بعد أشهر فقط من مغادرة منصب المستشارية.
وأضافت ميركل التي قضت 16 عاما في منصب المستشارية، أن ما يهم بالنسبة لبوتين هو السلطة، وفوجئت المستشارة المقبلة وقتئذ على المغادرة، هو أن الرئيس الروسي أحضر وزير الخارجية، سيرغي لافروف، إلى الاجتماع، فيما جرت العادة سابقا أن يجريا محادثاتهما بشكل ثنائي، على انفراد.
وأشارت المستشارة الألمانية إلى أنها حاولت في صيف 2021، أن تدفع باتجاه إطلاق محادثات أرووبية مستقلة مع روسيا، في إطار تنسيق مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لكن المسعى لم يتكلل بالنجاح، لأن ميركل كانت موشكة على المغادرة، ولم يكن ثمة من ينصت إليها.
ودافعت ميركل على إرثها السياسي إزاء روسيا، موضحة أنه بعد قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم في سنة 2014، حرصت على التنسيق مع الرئيس الأميركي، وقتئذ، باراك أوباما، من أجل كبح جماح موسكو، إلى جانب دراسة العقوبات الممكن فرضها.
ويأتي خروج ميركل، بعدما تعرضت للانتقادات، مؤخرا، من قبل رئيس البرلمان الألماني السابق، وزميلها في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، ووليفلانغ شوبلي، وذلك بسبب ما وصفه بـ”الأخطاء” في السياسة الألمانية تجاه روسيا على مدى 16 عاما.
انتقادات للمرأة الحديدية
وعوتبت ميركل لأنها كرست اعتماد بلادها على واردات الطاقة من روسيا، رغم أن سلوك موسكو تجاه أوكرانيا ودول أوروبية أخرى كان في “حالة عداء” منذ 2014.
وجاهر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، نفسه، بانتقاد ميركل، متحدثا عما وصفها بالتنازلات لصالح روسيا طيلة 14 عاما، واصفا سياسة المستشارة السابقة بالفاشلة.
وانتقد زيلينسكي، ميركل، بسبب رفضها انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، في سنة 2008، لكن المستشارة السابقة دافعت عن الموقف الذي كانت قد اتخذته بشأن عضوية كييف.
وفي يوليو 2018، كان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، قد انتقد ألمانيا بشدة، بسبب ما وصفه بـ”ارتهانها الكامل” لواردات الطاقة الروسية.
وقال ترامب وقتئذ في اجتماع مع قيادة حلف شمال الأطلسي، “لا يعقل أن يصل التعاون الطاقي بين ألمانيا وروسيا إلى هذا الحد، ثم يطلبون منا أن نحميهم من موسكو”.
وألقي باللوم على ميركل أيضا لأنها أبقت الإنفاق الدفاع لبلدها حند الحدود الدنيا، بخلاف ما قام به خلفها، أولاف شولتز، عندما اندلعت الحرب في أوكرانيا، حيث زاد ميزانية الدفاع بشكل كبير، حتى تستطيع البلاد الدفاع عن نفسها إزاء المخاطر المحدقة.