مخيم جنين: السلطة الفلسطينية تعلن تعليق التنسيق الأمني مع إسرائيل
أعلنت السلطة الفلسطينية الخميس تعليق التنسيق الأمني مع إسرائيل، وذلك بعد هجوم دامٍ شنه الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة وأسفر عن مقتل تسعة فلسطينيين.
ومن شأن هذا القرار من جانب السلطة الفلسطينية أن يؤثر بشكل كبير على المدنيين الفلسطينيين.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس السلطة محمود عباس أبو مازن، أن “التنسيق الأمني مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي لم يعد قائما اعتبارا من الآن”.
وقررت السلطة الفلسطينية في بيانها “التوجه الفوري لمجلس الأمن الدولي لتنفيذ قرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني تحت الفصل السابع ووقف الإجراءات أحادية الجانب”.
ولقي تسعة فلسطينيين، بينهم امرأة مسنة، مصرعهم في عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين، بحسب ما أعلن مسؤولون فلسطينيون في وقت سابق اليوم.
وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية من أن الوضع “حرج للغاية”، مشيرة إلى سقوط عدد كبير من الجرحى.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قام بالهجوم لإحباط هجمات كبرى كانت تخطط حركة الجهاد الإسلامي لتنفيذها.
وفي غضون ذلك، أعلنت واشنطن عن زيارة يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة الأسبوع المقبل، حيث يزور كلا من إسرائيل والضفة الغربية ومصر.
بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، من المقرر أن يحث بلينكن على إنهاء العنف.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية مقاطع فيديو تظهر انفجارات وإطلاق نار مكثف في مخيم جنين، شمالي الضفة.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة إن الجيش الإسرائيلي استهدف قِسما للأطفال في مستشفى محلي بقنابل غاز مسيلة للدموع.
ولكن بحسب الرواية الإسرائيلية، فإنه في أثناء محاولة للقبض على مسلحين تابعين للحركة، فتحت ثلاثة عناصر النار على القوات الإسرائيلية قبل أن ترد الأخيرة بقتلهم، بينما استسلم مسلح رابع وألقي القبض عليه.
وأفاد بيان للجيش الإسرائيلي بأن “قوات الأمن عملت على محاصرة المبنى الذي يتمركز فيه المشتبه بهم. وأنه قد تم تحييد اثنين من المسلحين المشتبه بهم بينما كانا يحاولان الهرب من الموقع”.
وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن قوات الجيش اعتقلت مطلوبا كبيرا كان ضالعا في التخطيط لتنفيذ عملية فلسطينية.
وأفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بأن الجيش يستعد لإمكانية إطلاق صواريخ من قطاع غزة ردا على اقتحام مخيم جنين شمال الضفة.
واتهم الجيش الإسرائيلي المسلحين الفلسطينيين “بالتورط في تخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية كبرى عديدة ضد مدنيين وجنود إسرائيليين”.
نددت الرئاسة الفلسطينية بالتطورات الدامية في مخيم جنين، وقالت في بيان لها: “ما يحدث هو مجزرة إسرائيلية جديدة بحق أبناء الشعب الفلسطيني”.
وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني، إن الصمت الدولي هو “ما يشجع حكومة الاحتلال على ارتكاب مجازر بحق شعبنا على مرأى ومسمع من العالم”.
وقالت حركتا الجهاد الإسلامي وحماس إن عناصر مسلحة تابعة لهما استهدفت القوات الإسرائيلية بإطلاق نار وباستخدام عبوات متفجرة محلية الصنع.
وحذرت حركة الجهاد من أن المنطقة تقترب من “معركة مفتوحة” مع إسرائيل، محذرة من أنها لن تقتصر على منطقة جغرافية معينة، ما لم يتوقف الهجوم الإسرائيلي.
وحث داوود شهاب، الناطق باسم حركة الجهاد، في تصريح صحفي، الأطراف المعنية، باستمرار الهدوء بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بالتدخل الفوري لوقف الهجوم الإسرائيلي.
وسيُجري وزير الخارجية الأمريكي أولى محادثاته المباشرة وجها لوجه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد عودة الأخير للسلطة على رأس ائتلاف حكومي.
كما يلتقي بلينكن في رام الله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن.
وسيؤكد بلينكن في زيارته على الحاجة لاتخاذ خطوات من كل الأطراف لنزع فتيل التوتر، وذلك تمهيدا لكسْر حلقة العنف التي أودت بأرواح العديد من الأبرياء، بحسب ما قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس.
ويستهل بلينكن زيارته للمنطقة من مصر، الوسيط الرئيسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وزادت التوترات في الضفة الغربية المحتلة، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي ما يقول إنها عمليات لمكافحة الإرهاب.
ومنذ بداية الشهر الجاري فقط، قتل ما لا يقل عن 29 فلسطينيا – بينهم مسلحون ومدنيون – على أيدي القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وفي العام الماضي، لقي في الضفة الغربية ما لا يقل عن 150 فلسطينيا مصرعهم، جميعهم تقريبا بأيدي القوات الإسرائيلية. وكان من بين هؤلاء القتلى مدنيون.
وفي المقابل، لقي نحو 30 إسرائيليا – بينهم مدنيون – مصرعهم على أيدي مهاجمين فلسطينيين في سلسلة من العمليات خلال العام الماضي.