مجلس وطني للعدالة والتنمية للتحضير للمؤتمر التاسع… هل يستمر ابن كيران أمينا عاما في 2026
يعقد حزب العدالة والتنمية اليوم السبت في بوزنيقة، دورة مجلسه الوطني، في سياق يتسم بقرب انعقاد مؤتمر الحزب في ربيع 2025. وسيكون على المجلس الوطني المصادقة على ترتيبات تتعلق بتنظيم المؤتمر الوطني العادي التاسع للحزب، سواء من حيث تحديد تاريخ انعقاد المؤتمر وانتخاب لجنة تحضيرية وتحديد طريقة اشتغالها.
ورغم أن المسافة التي تفصل عن المؤتمر تزيد عن سنة، فإن النقاش داخل كواليس الحزب بدأ حول من سيكون الأمين العام المقبل، وهل سيتم التمديد لعبد الإله ابن كيران بانتخابه أمينا عاما لولاية ثانية، أم سيتم انتخاب أمين عام جديد؟
ابن كيران اقترب من إنهاء أربع سنوات على رأس الحزب منذ انتخابه أمينا عاما في أكتوبر 2021، بعد نكسة انتخابات شتنبر 2021، التي تراجع فيها الحزب من 125 مقعدا في مجلس النواب، إلى 13 مقعدا فقط. وقد جاء انتخاب ابن كيران بعد استقالة جماعية لقيادة الحزب بقيادة سعد الدين العثماني. ومنذ ذلك الحين ابتعد معظم قيادات الحزب ووزرائه السابقين عن الحزب، ولزموا الصمت.
وخلال الفترة التي تولى فيها ابن كيران قيادة الحزب حاول إعادة الروح للحزب، مستفيدا من موقعه في المعارضة، ولكنه بقي مهيمنا على الخطاب السياسي للحزب، وبدا الحزب مكبلا وكأنه غير قادر على تجاوز صدمة انتخابات شتنبر.
السؤال المطروح اليوم داخل الحزب هو هل سيكون على ابن كيران إكمال المشوار وتدبير مشاركة الحزب في انتخابات 2026؟ وهل ساهم ابن كيران في إطلاق دينامية داخل الحزب بعد النكسة، أم العكس؟ وهل مهمته انتهت عند هذا الحد؟
هناك توجهان داخل الحزب بهذا الشأن. الأول يرى أن الانتخاب الكاسح لابن كيران في مؤتمر استثنائي في أكتوبر 2021، جاء ردا على النكسة الانتخابية، وأملا في أن يعيد توهج الحزب، خاصة أنه قاد نجاحات الحزب في انتخابات 2011 و2016، وبالتالي عليه أن يكمل المشوار أملا في استعادة الحزب مكانته في انتخابات 2026، أو على الأقل يحقق تقدما يعيد له الاعتبار.
التوجه الثاني، يرى أنه منذ انتخاب ابن كيران على رأس الحزب، لم يتحمس عدد من أطر الحزب وقادته السابقين للعمل بجانبه، فمنهم من جمد عضويته ومنهم من ابتعد دون أن يعلن ذلك وهؤلاء يربطون عودتهم إلى الحزب بتواري ابن كيران إلى الخلف. ابن كيران كان يحمل المسؤولية للقيادة السابقة بقيادة العثماني، في تراجع الحزب ويقول لهم “تركت لكم حزبا قويا بـ125 برلمانيا وأعدتموه إلى الخلف بـ13 مقعدا فقط”. هذا التوجه يرى أن ابن كيران نجح في امتصاص الصدمة التي تعرض لها الحزب بعد الانتخابات الأخيرة، لكنه لم ينجح في إعادة نخب الحزب ووجوهه البارزة التي توارت إلى الخلف. كما أن ابن كيران بدا مهيمنا على خطاب الحزب، وأحيانا أثارت مواقفه وتصريحاته جدلا داخليا وخارجيا.
وحسب مصدر من الحزب فإن هذا النقاش يبقى سابقا لأوانه ولكنه مطروح في الكواليس. أما داخل المجلس الوطني اليوم فإن مسألة الترشيح تخضع لمسطرة يصادق عليها المجلس الوطني كما أن الترشيح مسألة شخصية المعني بها هو ابن كيران نفسه، كما سبق أن صرح بذلك عبد الله بوانو رئيس المجموعة النيابية للحزب، حيث قال إن ابن كيران هو الذي يمكنه الجواب عن سؤال هل يريد الترشح أم لا؟ ولكن النقاش الذي سيعرفه الحزب مستقبلا من شأنه أن يؤثر على توجهات المؤتمر القادم.