مجلس "الناتو-أوكرانيا".. ماذا ستكسب كييف بعد "صدمة العضوية"؟
أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ عقد مجلس “الناتو-أوكرانيا”، الأربعاء، بحضور الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، في خضم القمة السنوية للحلف بالعاصمة الليتوانية فيلنيوس.
وتأتي الخطوة بعدما تبددت تطلعات أوكرانيا للانضمام للناتو، الآن على الأقل، وسط غياب الإجماع بين الحلفاء وعلى رأسهم الولايات المتحدة التي اعتبر رئيسها جو بايدن أن كييف “غير مستعدة للعضوية في هذا التوقيت”.
ومضى على هذا النحو المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، الذي شدد على أن أوكرانيا لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي في الوقت الحالي، حتى لا تجر الولايات المتحدة إلى صراع مباشر مع روسيا.
إلا أن أوكرانيا لن تبتعد كثيرا عن القمة ولن تغادرها خالية الوفاض، إذ ستكون على أولويات قمة فيلنيوس تشكيل مجلس “الناتو-أوكرانيا” الذي سيعقد لأول مرة الأربعاء.
وقال ستولتنبرغ إن المجلس سيعمل كمنصة لكييف وأعضاء الحلف البالغ عددهم 31 “للتشاور واتخاذ القرارات معا”، كما سيكون كذلك وسيلة يمكن من خلالها دعوة أوكرانيا إلى اجتماعات الأزمات، وكذلك تعميق نطاق تعاونها مع الحلف.
خطوة مهمة
- يرى مراقبون وعسكريون أن مجلس “الناتو-أوكرانيا” يمثل نواة مهمة في طموحات عضوية كييف بالحلف، بجانب مساعدتها في حصولها على مزيد من المساعدات العسكرية لمواجهة روسيا في إطار الهجوم المضاد، بما ينعكس إيجابيا على فرصها لحسم المعركة.
- ليست المرة الأولى التي يشكل فيها الأطلسي مجلسا مشتركا، ففي عام 2002 أنشأ مجلس “الناتو-روسيا” كآلية للتشاور واتخاذ القرار.
- رغم تعليق حلف شمال الأطلسي كل تعاونه مع موسكو في أعقاب أزمة ضم جزيرة القرم عام 2014، فإنه التزم إبقاء قناة اتصال مفتوحة من خلال المجلس الذي عقد اجتماعه الأخير في يناير 2022، أي قبل أسابيع من اندلاع الحرب.
تبعات المجلس
من جهة أخرى، قال مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن المسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي وليام ألبيركي، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه رغم اعتقاد عدد من دول الحلف وعلى رأسها الولايات المتحدة، أن أوكرانيا غير مستعدة لعضوية الناتو، فإن المجلس المشترك سيمثل منصة مهمة للتعاون خلال المرحلة المقبلة.
وأشار ألبيركي إلى “استثمار المنصة الجديدة في تكييف خطط الناتو الدفاعية في ضوء الحرب الروسية على أوكرانيا، وقرارات قمة مدريد والمفهوم الاستراتيجي الجديد”.
وأوضح أن “الناتو ملتزم بدعم أوكرانيا عسكريا لمواجهة التهديد الروسي، وعدم ترك كييف فريسة لموسكو”، وفقا لتعبيره.