"ليرة".. سيارة لبنانية تعمل بالطاقة الشمسية
تمكن المهندس اللبناني هشام الحسامي من تحويل أزمة غلاء أسعار المحروقات في لبنان، إلى فرصة حفزته على ابتكار وتصنيع سيارة كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية، أطلق عليها اسم “ليرة”.
وتمثّل السيارة “ليرة” إنجازا ملحوظا في مجال هندسة السيارات في لبنان، حيث تعرض تكنولوجيا حديثة وحلا للتنقل المستدام، مما دفع وزارة الاقتصاد اللبنانية إلى دعم هذه المبادرة، سعيا لتحويلها من سيارة نموذجية إلى صناعة وطنية.
كيف تعمل سيارة ليرة؟
مخترع السيارة، المهندس هشام الحسامي، قال في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “ليرة تعمل بالكامل بالطاقة الشمسية، من خلال ألواح شمسية مثبتة على سطحها، ووجود بطاريتين ضمنها”.
ولفت إلى أنها “تشحن نفسها تلقائيا طالما أنها تسير على الطريق والطقس مشمس، لكنها في الأيام غير المشمسة، وفي حال كانت مشحونة بالطاقة، يمكن لها السير لمسافة 200 كيلومتر كحد أقصى، ثم يتم شحن إحدى البطاريتين عبر قابس كهربائي متوفر في أي مكان”.
دعم أي مبدع ومخترع
من جانبه، قال وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني، أمين سلام، الذي رعى حفل إطلاق السيارة، إن “الحلم تحول إلى حقيقة”.
وأضاف في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”: “وزارة الاقتصاد في لبنان لن تكتفي بمنح براءة الاختراع، بل أرادت الاحتفال مع الحسامي ودعمه، وستكون موجودة لدعم أي مبدع ومخترع، وأي صناعي يبحث عن حاضنة وجهة داعمة في لبنان”.
وأشار سلام إلى أن “هناك آلاف المخترعين أمثال الحسامي، ممن ينتظرون جهة داعمة”، مؤكدا أن الحسامي “تمكن من صنع سيارة في بلد يشهد أزمة اقتصادية تمنع أيا كان من صنع أي جهاز”.
البحث عن مستثمرين
وعن الصعوبات التي واجهته في صنع “ليرة”، قال الحسامي: “واجهت صعوبات في تأمين التجهيزات التقنية لأنها شبه منعدمة في لبنان في ظل الأوضاع الراهنة”.
ولفت إلى أنه في حال انطلق المشروع وتم البدء بتصنيع السيارة بالكميات المطلوبة، وبيعها بنجاح في السوق، فهي “قادرة على مساعدة الناس والحد من تكاليف النقل المرتفعة”، مؤكدا أن “إحدى أهم ركائز نجاح المشروع هي التمويل”.
ويعوّل مبتكر “ليرة” على اهتمام المستثمرين من لبنان والخارج بعد إطلاق السيارة، بالصورة التي تؤدي إلى “تحويل الابتكار إلى صناعة وطنية دائمة”.
عدة طرز من “ليرة”
وبحسب الحسامي، ستكون هناك عدة طرز من سيارة ليرة، يتراوح سعرها بين 3 آلاف حتى 15 ألف دولار أميركي، حسب المواصفات المطلوبة من قبل المشتري.
وكشف أيضا أنها تتسع لخمسة أشخاص، وهي مزودة بكاميراتين، وشاشة تعمل باللمس، ونظام تحديد المواقع “ GPS“، وأجهزة استشعار “ Sensors“. كما أنها صديقة للبيئة ولا تسبب تلوثا، وتصل سرعتها القصوى إلى 100 كيلومتر في الساعة.
من جهته، قال المحامي رامي قبلاوي، وهو وكيل أعمال مخترع السيارة، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “ليرة لا تزال نموذجا وتم تأمين الشروط المطلوبة لها، بانتظار الحصول على الموافقات الرسمية ومطابقتها للمواصفات والمعايير المطلوبة وتسجيلها حسب الأصول”.
واختتم حديثه موضحا: “بعد ذلك يتم إيجاد التمويل اللازم للبدء بتصنيعها وطرحها، وتحويلها إلى صناعة وطنية لبنانية”.