تقنية

لماذا تراجعت ثقة الأطفال بأنفسهم بعد الجائحة؟

عندما تغلق المدارس أبوابها لا يعاني الأطفال تدهورا في المهارات العلمية والأكاديمية فحسب، بل أيضا يعانون تمزقا شديدا في المهارات الاجتماعية، خصوصا الفقراء منهم،

وذلك وفق دراستين جديدتين تعود إحداهما لجامعة كامبريدج البريطانية، أما الأخرى فلجامعة أديس أبابا الأثيوبية.

الدراستان أظهرتا أن مقدرة الأطفال على التحدث مع الآخرين والاندماج مع المجتمع انخفضت جدا بعد جائحة كورونا، وفقدوا جزءا كبيرا من الثقة التي كانوا يتمتعون بها قبل الجائحة، وذلك بسبب إجراءات إغلاق المدارس.

وأشارت الدراستان إلى أن الأطفال خسروا ما يعادل ثلث عام دراسي على الأقل، وأن الأطفال الذين ينتمون لعائلات ذات دخل محدود أو منخفض هم الأكثر تضررا على المديين القريب والبعيد.

وحذر علماء من تبعات ذلك في إضعاف عمليتي التطور الاجتماعي والعاطفي لدى الأطفال، كالقدرة على تكوين الصداقات وغيرها، فيما يرى الباحثون أن تراجع المهارات الاجتماعية قد يسبب تباطؤا أكاديميا، واتساعا في فجوة التحصيل العلمي والمعرفي.

الأطفال وتأثيرات كورونا

وقالت مدربة مهارات الحياة والمتخصصة في العلاج الشعوري، نانسي إسماعيل، إن “جائحة كورونا لها تبعيات لا زلنا نتداركها من وقت لآخر.. لم يؤثر فيروس كوفيد 19 على الكبار فقط، بل التأثير الأكبر كان على الأطفال وهذا له ما يفسره في علم النفس”.

وأضافت نانسي إسماعيل في حديث لصباح “سكاي نيوز عربية”، “الفترة مابين 0 إلى 6 لها تأثير قوي جدا على نفسيات الأطفال وعقلياتهم، ومن 6 إلى غاية 12 سنة أو فترة المراهقة 16 سنة هو الجزء الذي يتكون في العقل اللاواعي ويتأثر بالصدمات أو بفعل المخاوف في الحياة”.

وأوضحت: أن السبب وراء التأثر من الجائحة أكثر عند الفتيات، يعود إلى الجلوس لفترة طويلة في البيت دون مهارات، مشيرة إلى أن “البنت تحب الكلام للتعبير عن مشاعرها اتجاها صديقاتها وهذا كلها توقف في فترة الوباء وفي ظل انقطاع الأنترنت أو انعدامه في المناطق الهشة”.

وأشارت مدربة المهارات، “الأزمة الاقتصادية بسبب الجائحة أثرت بشكل كبير جدا على الأطفال، الذين يرون تأثيرها على الأهل، بسبب انعكاسها على الأسعار وفرص العمل خصوصا في الأوساط الفقيرة”.

وأضافت “أثبتت الدراسات والإحصائيات إلى أن 20 إلى 25 في المئة من الأطفال تأثرت نفسيا واجتماعيا خلال فترة كورونا”(.. )”فيه نسبة كبيرة من الأطفال عندهم صعوبات في التعلم، عندهم صعوبات اجتماعية، وحتى المهارات الجسية”.

وختمت إسماعيل حديثها: “كل الحكومات يجب أن تتحرك في اتجاهين: الأول إطلاق برامج للتوعية وأخرى تطبيقة للأطفال، والثاني نتفهم أن هذا شيئ طبيعي جدا وأنه سيأخذ الوقت، كما نحتاج إلى دعم قوي من كل فئات المجتمع لأجل أن ننقل الأطفال إلى بر الأمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى