د.عبدالعزيز الجار الله
خطوة تنموية وتاريخية وحضارية رائعة أعلن عنها سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس إدارة شركة تطوير المربع الجديد، – حفظه الله -، يوم الخميس الماضي 16 فبراير 2023م، إطلاق شركة تطوير المربع الجديد، بهدف تطوير أكبر داون تاون حديث عالمياً في مدينة الرياض، مما يسهم في تطوير مستقبل العاصمة تماشياً مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
فقد ربط ولي العهد بمشروع المربع الجديد بين زمنين حضاريين، زمن الملك عبدالعزيز -رحمه الله- توحيد المملكة والانتقال من فترة المدن المسورة إلى الاستقرار والرخاء بإنشاء قصر المربع عام 1937م في التاريخ الحديث خارج أسوار الرياض، وبين العمارة في الزمن المعاصر زمن الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- 2023م، وهذا ربط تنموي واستثماري ومعماري ورمزية لمرحلة جديدة من تاريخ دولتنا، التي أصبحت قيمة سياسية واقتصادية ضمن أهم 20 دولة عالمية، أراد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن يمد الجسور ما بين ثلاثينات القرن الماضي 20، وبين عشرينات هذا القرن 21 نحو 90 سنة مرت بين جيل توحيد الدولة وبناء قصر المربع، وجيل السعودية الجديدة، ورمزية المربع وسط الرياض، وبناء المربع الجديد شمال الرياض، وكأنّ الرياض تعيد بناء نفسها بجيل الأحفاد وفوق أعلى قمم جبال طويق.
قصر المربع: بعد أن استعاد الملك عبد العزيز -رحمه الله- مدينة الرياض في 15 يناير 1902م -فتح الرياض -، أقام الملك عبدالعزيز في قصر الديرة مع أسرته، ولما تم الاستقرار بعد توحيد المملكة عام 1932 وزاد عدد السكان اختار الملك عبدالعزيز المنطقة الواقعة خارج السور الشمالي للرياض لبناء قصر للسياسة والإدارة، أطلق على الحي بالمربع نسبة للقصر ذي الطراز المربع، فقد تم التخطيط وبناء قصر المربع عام 1937 – 1938، وهي السنة التي شهدت أول تصدير شحنة نفط اقتصادية عبر ناقلات النفط إلى أمريكا وأوروبا، وقد انتقل الملك عبدالعزيز إلى قصر المربع من قصر الديرة نحو 1939 – 1940م.
وكان قد استمرت عملية البناء بقصر ومنطقة المربع والقصور المجاورة له مدة 10 سنوات، ونحو 1946 – 1947م تم استكمال الشكل العام للمدينة الملكية السياسية والإدارية والسكنية، وشُيدت أسوارها وأبراجها المربعة الشكل ومن هنا جاءت تسمية المنطقة بالمربع، ربط القصر بجسر شمالي بقصور الأسرة، وجسر جنوبي بالمسجد المجاور، في تلك المرحلة كان قصر المربع شهد الوزارات الأساسية الداخلية والخارجية والدفاع والمالية والبرقية، واستقبال الشخصيات السياسية والسفراء وضيوف الدولة، ووثق المبنى العديد من الرحالة الأجانب والعرب والمستشرقين، بالصور الفوتوغرافية والأفلام السينمائية، وتمت المحافظة على قصر المربع قامة على ترميمه والمحافظة عليه وزارة التعليم ثم هيئة السياحة ثم وزارة الثقافة، كما أصبح ضمن أجندة زيارات الملوك والرؤساء والزعماء والسفراء، وتم تحويل محيطه إلى إنشاء المتحف الوطني، ودارة الملك عبدالعزيز، وهيئة التراث بوزارة الثقافة، وحدائق متعددة داخل منطقة قصر المربع.