في مقهى الشريفة.. تجربة مغربية غير مسبوقة للتحول للإنجليزية
وتسعى هذه المبادرة المجانية، التي تستقطب العديد من المهتمين من خلفيات وأعمار وتكوينات مختلفة، والتي لا تحدد أي شروط للحضور أو تُلزم الحاضرين بأي إجراءات، إلى تنمية مهارات الحاضرين في اللغة الإنجليزية.
ويضاف هذا النشاط الثقافي، إلى فعاليات أخرى يستضيفها مقهى الشريفة الثقافي، رغم محدودية مساحته، لتخلق حركة ثقافية في المدينة القديمة بطنجة، حفاظا على روح طنجة الثقافي والتاريخي.
تجربة لتطوير مهارات الانجليزية
في عرضه لتجربته المميزة، يوضح صاحب المبادرة، يوسف شبعة حضري، أن “التجربة بدأت منذ نحو سنتين مع بعض المقيمين الأجانب بالمدينة العتيقة في طنجة، منهم أميركيين، بهدف تطوير المهارات في اللغة الإنجليزية، وفي نفس الوقت تبادل الثقافة المغربية مع الآخر، خصوصا مع مقيمين حديثي العهد بالمدينة، ممن لهم تخوفات أو جهل بالعادات والثقافة، ونوع من التوجس من الآخر”.
وقال شبعة، في تصريحه لـ”موقع سكاي نيوز عربية”: “استطعنا أن ننتظم في موعد محدد، واخترنا أن يكون لقاءً أسبوعيا كل يوم أحد، يحضره طلبة جامعيين وأساتذة ودكاترة، من المهتمين بالشأن الثقافي، وبكل ما يتعلق بمدينة طنجة. ومؤخرا انظمت إلى هذا اللقاء الأسبوعي روائية يابانية تُحضّر رواية حول طنجة”.
استبدال الفرنسية
وشدد الفاعل الثقافي بمدينة البوغاز، أن “اهتمامهم في اللقاءات الأسبوعية بالتبادل الثقافي باللغة الإنجليزية، يتوافق مع التوجه الذي ينادي باستبدال اللغة الفرنسية باللغة الإنجليزية، على أساس أن الأخيرة هي لغة العصر واللغة السائدة اليوم”.
وتتزايد الدعوات في المملكة لاعتماد الانجليزية لغة أجنبية ثانية بدل الفرنسية، فيما أعلن مسؤولون في التربية والتعليم مؤخرا، اعتزام الوزارة الوصية توسيع تدريس “لغة شكسبير” ابتداء من الموسم الدراسي المقبل، على أن تشمل جميع مستويات التعليم الإعدادي عوضا عن اقتصارها على السنة الأخيرة فقط.
لذلك، “يمكن لهذه المبادرة أن تكون نموذجا في أماكن أخرى سواء في طنجة أو في مدن مغربية أخرى، لكونها دعوة متجددة لإفساح المجال أمام اللغة الانجليزية لاعتمادها في السياق الثقافي والتعليمي المغربي، خصوصا أن الكثير من الشباب المغربي يفضلها لغة أجنبية بديلا للفرنسية”، وفق شبعة حضري.
أفلام وإصدارات
وتابع صاحب رواية “الشريفة”، أنه “تُدرج في بعض اللقاءات مناقشة بعض الأفلام السينمائية التي تختارها المجموعة، كما نناقش بعض الإصدارات؛ خصوصا بعض الأعمال الروائية التي اختارت طنجة موضوعا أو فضاء للسرد، أو كل ما يساعد على تنمية قدرات المشاركين في اللغة الإنجليزية”.
كما أنها “مبادرة فردية تتوخى كذلك إحياء ماضي طنجة وتاريخها الثقافي الدولي، على اعتبار أن مدينة طنجة تميزت تاريخيا بكونها بوابة التبادل الثقافي”، يشير نفس المصدر.
شحنة إلهامية لبيت عتيق
واستطاع الروائي الطنجي، يوسف شبعة حضري، أن يحوّل بيتا عتيقا داخل حي القصبة التاريخي في طنجة يطل على ميناء المدينة، إلى مقهى ثقافي بألوان زاهية سماه على روايته “الشريفة”، مستحضرا الشحنة الإلهامية الخاصة لطنجة التي أفادت عددا كبيرا من الكتاب العالميين والمغاربة.
على رفوف المقهى الثقافي، تتناثر كتب متنوعة إلى جانب لوحات فنية، تقدم للزوار من المغاربة والأجانب خدمة ثقافية وفنية، إذ “استطاعت أنشطة هذا المقهى الثّقافي، في إعادة الإشعاع لمحيط باب العصا التّاريخي، عن طريق تنظيم مجموعة من القراءات لروائيين من داخل المغرب وخارجه”، يبرز صاحب الشريفة.
ويعتبر عدد من مرتادي المقهى، أن الشريفة لا تسدّ فراغا بمنطقة القصبة التي يقصدها السياح فقط، بل هي آخر أمل على جدوى القراءة، باعتبار أناسها قادرون على إبقاء الكِتاب على قيد الحياة، زيادة على أنها بناية تُطلّ على مُرتفع كانت مقهى في السّابق منذ ثلاثينيات القرن الماضي.