سائق شاحنة مغربي حوصر في النيجر يروي لـ”اليوم24″ قصة فراره إلى دولة بنين ليصل إلى الداخلة
كاد أن يموت بعدما لسعته ذبابة “تسي تسي” حين كان في مدينة غايا على الحدود الجنوبية للنيجر مع دولة بنين. كان ينتظر العبور بشاحنته للعودة إلى المغرب. يقول “أصبت بشبه شلل، وآلام حادة”… حين وقع الانقلاب العسكري في النيجر في 26 يوليوز كان بوشعيب رفقة سائقين مغاربة آخرين على متن شاحناتهم يستعدون لرحلة العودة إلى المغرب، عبر حدود بنين، لكنهم فوجؤوا بإغلاق الحدود بسبب تداعيات الانقلاب. في البداية كان حرس الحدود يسمحون بمرور الحافلات والدراجات النارية، لكن بعد أيام تم إغلاق الحدود كليا.
بعد انتظار طويل تدخلت السفارة المغربية لمساعدة السائقين للعودة إلى نيامي عاصمة النيجر، لكن السائق بوشعيب المصاب، رفض العودة. ترك شاحنته في غايا، وقرر خوض غمار “هجرة سرية” محفوفة بالمخاطر عبر الحدود مع بنين. يقول في اتصال مع “اليوم24” إنه أدى مبالغ مالية مقابل ركوب قارب صغير ليعبر نهر النيجر لينتقل إلى البنين، وهناك أوقفه حرس الحدود ولكنهم سمحوا له بالعبور بعدما قال لهم إنه مريض يحتاج العلاج، وفي أحيان كثيرة كان بوشعيب يحل مشكل عبوره بأداء مبالغ مالية لحرس الحدود.
يقول بوشعيب “صاحب الشركة الذي أعمل معه، لم يساعدني ولم يبعث لي أي أموال، وقد تمكنت من الحصول على تحويل مالي من أصدقاء لأتمكن من الخروج من النيجر”.
وبعد عبوره تمكن من التواصل مع سائقين مغاربة ساعدوه على التنقل في رحلة طويلة إلى المغرب عبر مالي. وقد وصل مساء أمس إلى معبر الكركارات ومنه دخل إلى مدينة الداخلة.
منذ 2006 يشتغل بوشعيب في مجال النقل الدولي إلى إفريقيا، وهو يقطن بمدينة أكادير، لكنه خلال الشهرين الماضيين اشتغل مع شركة ترانزيت جديدة، يقول “صاحب الشركة مغربي لديه شاحنات مسجلة في إسبانيا، وقد اشتغلت معه شهرين ولم يؤد لي مستحقاتي”.
في 17 يونيو 2023، بدأت رحلة بوشعيب الشاقة من أكادير، حيث كان يقود شاحنة تبريد كبيرة محملة بالمواد الغذائية من فواكه وخضر موجهة إلى قوات الأمم المتحدة في شمال مالي.
يقول إنه قاد الشاحنة وحده إلى مالي وهناك ركب معه مساعد من جنسية مالية، ليرافقه إلى مدينة غاو شمال مالي عبر عدة مسالك لتفادي الجماعات المسلحة. يقول “الجماعات المسلحة منتشرة في الحدود وهي تستهدفنا لأننا ننقل الأغذية إلى قوات حفظ السلام”. وفعلا تم إيصال السلع ولكن طريق العودة كان صعبا، في ظل الاضطرابات، حيث مر عبر النيجر، ووصل إلى العاصمة نيامي، ومنها إلى غايا التي تبعد عن العاصمة بـ680 كلم. كانت رحلة صعبة. فقد غادر حدود النيجر مع بنين في 18 غشت ووصل إلى الداخلة في 25 غشت، تاركا شاحنته في مربد في غايا. يقول بعد وصوله إلى المغرب “أحاول الحصول على رعاية طبية لمواجهة تداعيات لسعة ذبابة تسي تسي”، وبعدها سوف أتابع صاحب الشركة الذي لم يؤد لي أجرة شهرين”. قصة بوشعيب تكشف المخاطر التي يعانيها السائقون المغاربة الذين يخوضون غمار سفر محفوف بالمخاطر إلى قلب إفريقيا التي تعاني اضطرابات.