خطاب نصرالله بعيون المحللين.. نأي بالنفس لأسباب مختلفة
وكان حسن نصر الله قد ألقى خطابا مساء الجمعة كان يتوقع الكثيرون أن يحدد بوصلة الحرب الحالية بين إسرائيل وحركة حماس التي تقترب من إكمال شهرها الأول.
لكنه لم يذهب إلى إعلان الحرب إسرائيل وتوسيع نطاق العمليات المحدودة بين لبنان وإسرائيل منذ أسابيع.
وقال نصر الله إن “تطور الأمور في الجبهة الشمالية مرتبط بمسار وتطور الأحداث في غزة وسلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان وأحذره من بعض التمادي الذي طال بعض المدنيين وهذا سيعيدنا إلى قاعدة المدني مقابل المدني”.
وأضاف: “ما يحدث على الحدود اللبنانية “لن يتم الاكتفاء به على أية حال”.
وتابع: “الجبهة اللبنانية خففت جزءا كبيرا من القوات الإسرائيلية التي كانت ستسخر للهجوم على غزة”.
وقال: “ثلث قوات إسرائيل البرية موجود عند الحدود اللبنانية ونصف القوات البحرية وربع القوات الجوية وما يقارب نصف الدفاع الصاروخي والقريب من الثلث من القوات اللوجستية موجه باتجاه جبهة لبنان”.
“معركة وليست حرب”
يقول المحلل العسكري صالح المعايطة في مقابلة “سكاي نيوز عربية”:
- لم يرق خطاب حسن نصر الله إلى مستوى التوقعات، رغم الحديث عن تشتيت الجهد الإسرائيلي بالقدرات العسكرية ودخول المعركة.
- لكن دخول المعركة يختلف عن دخول الحرب. في الجبهة الشمالية لإسرائيل هناك مصطلح متفق عليه ضمنيا التصعيد المقيد.
- الجبهة الشمالية في حالة اشتباك وتوتر، لكن هذا لا يعني الحرب.
- الجبهة الوحيدة التي دخلت الحرب منذ 7 أكتوبر هي جبهة غزة.
- قال نصر الله إن كل الخيارات مطروحة وربط الجبهة الشمالية بعاملين هما جبهة غزة والسلوك الإسرائيلي تجاه المدنيين، لكن السلوك الإسرائيلي تجاه المدنيين واضح.
- كان في حديثه نوع من المجاملة عندما قال إن الحزب سيتحرك لاحقا وفقا لشروط بعينها، لكن هل الموقف لا يزال متطورا بعد مرور 28 يوما من الحرب؟
“لن يتحرك إلا لأسباب إيرانية”
أما النائب اللبناني السابق مصطفى علوش، فيقول لـ”سكاي نيوز عرربية”:
- تنفس الموجودون في لبنان الصعداء من هذا الكلام. كل استطلاعات الرأي أظهرت أن الغالبية لا تريد أن تكون جزءا من المعركة، لأسباب اقتصادية.
- حماس دخلت المعركة لأسباب فلسطينية ولا علاقة لها بأسباب إيرانية ولجأت إلى إيران لأن الأبواب الأخرى مغلقة، وأفق التسوية بقي مغلقا بسبب التعنت الإسرائيلي والطمع في كسب كل شيء بالإضافة إلى الظلم والدعم الأميركي.
- حزب الله لن يتحرك لأسباب فلسطينية، سيتحرك فقط لأسباب إيرانية، وما قاله عن حماس دقيق بأنها لن تتحرك لأسباب إيرانية إلا بعض الأمور البسيطة بسبب التعاون بين الطرفين.
- حزب الله على عكس الكلام الذي يقال، فهو فيلق من الحرس الثوري الإيراني وموجود لهذا السبب.
“هذه حرب إسرائيل”
ورد مساعد وزير الخارجية الأسبق لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر على قول نصر الله إن أميركا هي التي تدير الحرب، وقال في حديث لـ”سكاي نيوز عربية”:
- هذه حرب بين إسرائيل وحماس، والولايات المتحدة تدعم تل أبيب لكن هذه حرب إسرائيل في نهاية المطاف.
- دهشت من كلامه عندما لام بريطانيا وأميركا وبقية الدول الغربية ولم يكن في كلامه أي شيء بأنه سيفعل أي شيء باسم حزب الله.
- هو ينأى بإيران عن الحرب عما حدث وتحدث عن الحشد الشعبي والحوثيين، وكأنه ينفي مسؤولية حزب الله إنما على أطراف أخرى.
- لا يحق له الحديث عن الإنسانية بعدما تورط بالحرب الأهلية في سوريا، مما تتسب في مقتل مئات الآلاف.
“الأمور لا تأخذ بالأمنيات”
الكاتب سمير الحسن قال لـ”سكاي نيوز عربية” إن ما يفعل حزب الله في الجبهة الشمالية مشاغلة 3 فرق إسرائيلية، وهو يشكل جزءا من المعركة، وأضاف:
- في الحروب الكبرى لا تؤخذ الأمور بالأمنيات والشعارات، فإدارة المعركة شيء آخر.
- إنه ترك كل الخيارات مفتوحة وبدأ يهيئ الجمهور لأي خيارات أخرى وذهب إلى الأميركيين مباشرة.
- إن ما يجري في غزة إبادة جماعية دون التذرع بعمل عسكري هنا أو هناك.
- نصر الله حدد مسارات لما ستكون عليه الأمور في المرحلة المقبلة.