“خطاب الكراهية” وراء تعليق البنك الدولي تعاونه مع تونس
على خلفية الاعتداءات على مهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء علّق البنك الدولي تعاونه مع تونس “حتى إشعار آخر”.
وقال رئيس البنك ديفيد مالباس في مذكرة بعثها إلى الموظفين، “إن خطاب سعيد تسبب في مضايقات بدوافع عنصرية وحتى حوادث عنف”.
وأضاف بأن مؤسسته “أرجأت اجتماعا كان مبرمجا مع تونس حتى تنتهي من تقييم الوضع”.
وكان البنك الدولي وافق في فبراير الماضي، على منح قرض لتونس بقيمة 120 مليون دولار لتمويل مشروع “مساندة الشركات الصغرى والمتوسطة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي”.
ويذكر أن الرئيس التونسي قيس سعيد دعا في الـ 21 فبراير الماضي إلى اتخاذ “إجراءات عاجلة لوقف تدفق المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء إلى بلاده”.
وقال “إن هذه الظاهرة تؤدي إلى عنف وجرائم”، منددا بـ ما سماه “مشروع إجرامي لتغيير التركيبة السكانية” في تونس.
وهو ما تسبب في تنامي خطاب “الكراهية” ضد مواطنين يتحدرون من دول جنوب الصحراء، أدى بالمئات منهم نهاية الأسبوع الماضي إلى مغادرة تونس.
واستقبلت السبت الماضي مالي وساحل العاج نحو 300 شخص من مواطنيهما قادمين من تونس في إطار عمليات إجلاء.
فيما وصل 135 ماليا إلى باماكو. وكان في استقبالهم وزير الدفاع وشؤون المحاربين القدامى ساديو كامارا ووزير الماليين المقيمين بالخارج الحمد أغ إيلين الذي أوضح أن الحكومة المالية استأجرت الطائرة.
وفي أبيدجان، هبطت أيضا طائرة ركاب تقل 145 راكبا واستقبلهم رئيس الحكومة وعدد من الوزراء. ونقلوا إلى مركز استقبال، حيث سيقضون ثلاثة أيام لتلقي رعاية طبية ونفسية قبل لم شملهم مع عائلاتهم.
كما عاد الأربعاء الماضي في رحلة أولى حوالي 50 غينيا إلى بلدهم.
واستنكرت جمعيات حقوقية تونسية ودولية تصريحات سعيد واعتبرتها “عنصرية” و”تدعو إلى الكراهية”.
كما أثار خطاب سعيد جدلا واسعا في تونس، في وقت تكثفت الاعتداءات ضد مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء.
ولجأ المئات منهم وبعضهم مقيم بشكل قانوني في تونس إلى سفاراتهم طالبين مغادرة تونس.