سياسة

حميش: الثقافة أصبحت هي “طوطو”… ولابد من انتفاضة في وجه الانحدار قبل التلاشي ( فيديو)

تصوير: ياسين أيت الشيخ

 

قال بنسالم حميش، وزير الثقافة سابقا، إن حال الثقافة بالمغرب، مرتبط بالوزراء والقيمين عليها، كاشفا أن هناك وزراء تقلدوا مسؤولية وزارة الثقافة وتركوا بعض الأثر، ومنهم من لم يترك شيئا أبدا.

وأكد الوزير السابق في حكومة عباس الفاسي، في مداخلة له على هامش ندوة علمية من تنظيم جمعية مسار بالبيضاء، في موضوع:”ضرورة التجديد الثقافي لماذا وكيف؟”، أمس السبت، أن الثقافة اليوم بالمغرب أصبحت هي “طوطو”، محذرا من الخط الانحداري الذي ينذر بتلاشيها.

ولإرجاع الصحة للثقافة المغربية، شدد حميش، على ضرورة القيام بـ”انتفاضة”، وهذه الأخيرة لابد أن تصدر من رجال ونساء يؤمنون برسالتهم، ويؤدونها على أكمل وجه، لأنه لا يمكن في المجال الثقافي أن نتواكل أو نتهاون أبدا، مشددا على أهمية من يقوم بالثورة الثقافية.

وقال حميش، الروائي والأكاديمي، إن من الوزراء من تقلد مسؤولية وزارة الثقافة ومستواه الدراسي لا يتعدى “باك + واحد”، مؤكدا أنه لايدعي ماليس موجودا، قائلا: “هذا الأمر معترف به من طرف المعني بالأمر”. وسرد بنحميش محطات من تاريخ وزارة الثقافة، وممن تقلدوا مسؤوليتها.

وكشف حميش أيضا وهو يتحدث عن محطات مثيرة من استوزاره، عن مشاريعه ومقترحاته الثقافية التي أجهضت بالمغرب، وفي مقدمتها مشروع النداء الذي أطلقه عندما كان وزيرا للثقافة، “من أجل إقامة تماثيل في مدن المغرب”، وهو المقترح الذي رد عليه الراحل الشيخ عبد الباري الزمزمي، وخاطب حميش: “هذا المشروع لا يجوز شرعا”، قبل أن يكشف الوزير أيضا، وهو يبوح باللقاء الآخر الذي جمعه بشيخ الأزهر الراحل محمد سيد الطنطاوي، حين سأله عن جواز إقامة التماثيل، كاشفا أن الطنطاوي أجابه أنه مادام أن” التماثيل لم تعبد من غير الله وإن أقيمت فهي حلال”.

وأوضح بنسالم حميش في ندوة جمعية المسار، أنه ترك مخططا لوزارة الثقافة مادة خام، لكن المشكل حسب المسؤول الحكومي السابق، هو أن الاستمرارية في وزارة الثقافة غير موجودة، مستعرضا حصيلة وزارة الثقافة التي قادها خلال سنتين ونصف، وما استطاع فعله، وفي مقدمة ذلك، تجديد موقع الوزارة الإلكتروني، وإحداث قانون المؤسسة الوطنية للمتاحف، واستئناف أشغال بناء المتحف الوطني للفنون المعاصرة، (متحف محمد السادس)، ثم المعهد الوطني للموسيقي والكوريغرافيا، وذلك بعد توقف لسنوات، كاشفا أنه عندما سمي وزيرا للثقافة، وجد المعهد في حالة انسداد، ما دفع الملك محمد السادس إلى الاتصال به مرتين، من أجل التسريع من وتيرة إصلاحه.

وعاد حميش ليشدد على أن المثقف العارف، هو القادر على انتقاد ما شاب الانتخابات، من شوائب الفساد وشراء الذمم، وما إلى ذلك، وهو الذي يكون سباقا إليه ولن يصدر إلا منه.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى