حلقات مع مبارك بودرقة: تعرضت للتعذيب وعمري 14 سنة واخترنا العمل المسلح ردا على الاغتيالات (فيديو)
يحكي امبارك بودرقة الملقب ب”عباس”، عضو هيئة الإنصاف والمُصالحة عن سبب اختياره العمل المسلح إلى جانب الراحل الفقيه البصري القيادي في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية.
ويروي في الحلقة الأولى من برنامج “لقاءات” الذي شرع “اليوم 24” في بثه في أول يوم من رمضان، أنه بحكم عمله السري كانت له عدة أسماء حركية دَاخل المغرب وخارجه ومن ذلك “البراق” و”منصور” و”ادريس” و”عبد الله” و”عباس”، ويقول بأن هذه الأسماء المستعارة “الحركية” لم يبق منها سوى لقب “عباس” مقرونا باسمه الحقيقي “امبارك” الذي اختارته له والدته.
يَنحدر امبارك من دوار “إدَوْكْنِضِيف” الذي يبعد عن مدينة أكادير بحوالي 105 كلمترات، وترجمة إسم هذا الدوار باللغة العربية هي “النائم اليَقظ”، وهو حسب امبارك إسم على مسمى، إذ كان آخر منطقة تستسلم للاستعمار الفرنسي سنة 1935.
ويذكر امبارك كيف رفض أحد أبرز مقاومي الدوار وهو عبد الله زاكور عرضا ساومه به الفرنسيون، ويتعلق بمنحه باشوية تضاهي باشوية التهامي الكلاوي بمراكش.
وظل يقاوم هذا الرجل الذي رافقه والد امبارك إلى أن نفدت ذخيرته، فخاطب القائد الفرنسي بالأمازيغية “اتما القرطاس… اتما واوال”، أي انتهى الكلام عندما انتهت الذخيرة.
يعترف بودرقة بتأثره البالغ عند اعتقاله سنة 1963 وتعرضه للتعذيب وعمره لا يتجاوز 14 سنة ضمن حملة اعتقالات نفذها في تلك الفترة أفقير الذي طوقت قواته مركز الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، بينما كان مُناضلو الاتحاد مجتمعين للحسم في قرار المشاركة في الانتخابات.
ولم يَسلم من هذه الاعتقالات والد امبارك رغم كونه كان يشغل منصب شيخ القبيلة، وباعتقال الأب تم اعتقال الابن الذي سينخرط في صفوف اليساريين الذين كانوا يؤمنون بفكر التغيير عن طريق العمل المسلح.
الاتحاد الوطني للقوات الشعبية كان يتكون من تيارين أحدهما يؤمن بالعنف والآخر يؤمن بالحوار والمشاركة، وهو ما كان يطلق عليه الراحل عمر بنجلون عبارة “شي يكوي وشي يبخ”.
وبرر بودرقة سبب لجوء هذه الفئة إلى العمل المسلح بالنظر إلى ما كان يقع من تصفيات وتعذيب واغتيالات للمعارضين، ويرى بأن “ما كان يحاول المعارضون القيام به ليس سوى رد فعل على القسوة التي كانوا يجدونها”.
ويروي كيف حاول مجموعة من المغاربة في تلك الفترة من الذين تدربوا على السلاح في منطقة “الزبداني” في سوريا الدخول لتنفيذ عملية مسلحة.
وأرجع سبب انتقالهم من الجزائر إلى سوريا للتدرب على السلاح، إلى رفع الدعم عنهم من قبل الرئيس الجزائري بومدين، فيما كان سلفه بن بلة يقدم إليهم الدعم ويحتضنهم.