د.عبدالعزيز الجار الله
سيبقى التأثير طويلاً لملتقى السياحة السعودي 2024 الذي افتتح يوم الاثنين 22 واستمر إلى يوم الأربعاء الماضي 24 يناير 2024 في مدينة الرياض، النسخة الثانية من (ملتقى السياحة السعودي) تحت شعار (تعرف عليها)، لأن الملتقى جاء على شكل معرض مصغر لرؤية السعودية 2030، على الرغم من أنه معرض سياحي وخصص لعروض الفنادق والإيواء ووكالات السفر والطيران والترفيه والمطاعم والتسويق.
فقد تحولت رؤية السعودية 2030 إلى محور رئيس في هياكل دولتنا وفي معظم أعمالنا وخططنا ومشروعاتنا: الاقتصادية والاستثمارية والإنمائية والسياحية والاجتماعية، وبنيت عليها مشروعات وميزانية الدولة، لأنها تتميز بالتالي:
– خطة منفذة على أرض الواقع، لم تكن من نوع الخطط التي تكتب على ورق وتبقى حبيسة الأدراج، أو منفصلة عن الواقع، فهي قائمة وشاخصة للعيان تشاهد في كل ناحية من نواحي بلادنا.
– تراعي التوزيع الجغرافي والسكاني والكثافة السكانية والقرب الجغرافي مابين السكان والمشروعات.
– التجانس والتوافق بين البيئة والثقافة المحلية، فأصبح لدينا مشروعات بثقافة السكان بالقرب منهم لا التغريب.
– نفذت مشروعات على الشواطئ تناسب أنماط أهالي البحار والسواحل والسهل الساحلي.
– مشروعات أعالي قمم الجبال تناسب الثقافة الجبلية بكل طُرز عمارتها وموجوداتها التراثية.
– خصصت للأودية ما يناسب ثقافة الأودية الأخدودية غرب المملكة، والأودية السطحية في وسط المملكة.
– حتى الرمال جاءت مشروعات لها خاصية بحار الرمال، التي عبرت عنها المحميات الطبيعية، هدفت لتطوير واستثمارات بحار الرمال التي كانت تعيش في عزلة طبوغرافية قروناً من الزمن حتى جاءت الرؤية لتحولها إلى استثمارات تعدينية وسهوب مخضرة، وساحات للرياضات والترفيه وهواة الخيام ومتع تتبع النجوم.
– أما الهضاب وأبرزها سلسلة جبال طويق فتحولت سفوح الهضاب المرتفعة إلى مدن للترفيه والرياضات، وأماكن لإطلالات علوية تطل على المدن، وتخلق بيئة استثمارية تجارية.
– جبال الثلج في شمال غرب المملكة نوعت أنماط الاستثمار والاستضافات الدولية في الرياضات والبحث عن المغامرة في بيئة الزائر الأبيض الثلجي والتنقل بين بيئات جبال الثلج والشواطئ الدافئة على طول ساحل خليج العقبة.
هذا التنويع في مشروعات البيئات الطبيعية يتفق مع تنويع الدخل والبحث عن بدائل النفط، والعمل والتخطيط لمرحلة ما بعد النفط.