بعد المونديال.. لاعبون كبار في منتخب تونس يعتزلون دوليا
وعلى الرغم من أن تونس استطاعت لأول مرة في تاريخ مشاركاتها الست في المونديال، أن تحقق 4 نقاط في الدور الأول، وتهزم حامل اللقب، المنتخب الفرنسي، إلا أنها فشلت في التأهل لأول مرة للدور الثاني، وهو ما دفع بخمسة لاعبين لإعلان اعتزالهم اللعب دوليا.
وبنهاية مباراة تونس وفرنسا، من جهة، والدانمارك وأستراليا، من جهة ثانية، الأربعاء الماضي ضمن الجولة الثالثة من المجموعة الرابعة، أنهى نسور قرطاج الدور الأول في المركز الثالث وهو ما يعني مغادرتهم سباق كأس العالم، قبل أن يعلن كل من وهبي الخزري ويوسف المساكني وعلي معلول وفرجاني ساسي وأيمن البلبولي وضع حد لمسيرتهم الدولية.
الخزري خروج من الباب الكبير
وكان أيمن البلبولي، حارس مرمى منتخب تونس، الذي لم يخض أية مباراة في مونديال قطر، أول من أعلن وضع حد لمسيرته مع نسور قرطاج، وذلك قبل انطلاق المسابقة حيث أكد أن مشاركته في كأس العالم ستكون أحسن اختتام لمسيرة دولية بدأت في العام 2007 وتواصلت على مدى 15 عاما.
ويعد البلبولي الذي يحرس مرمى النجم الساحلي، أكبر لاعب في قائمة منتخب تونس التي شاركت في مونديال 2022، إذ يبلغ من العمر 38 عاما، وكانت دعوته ليكون ضمن قائمة اللاعبين النهائية، أثارت جدلا كبيرا ومعارضة واسعة في الساحة الكروية خصوصا أنه كان أعلن في الصيف الماضي اعتزاله كرة القدم نهائيا قبل أن يعود للنشاط مع النجم الساحلي في أكتوبر الماضي.
وبدوره أعلن هداف نسور قرطاج، وهبي الخزري وضع حد لمسيرته الدولية، وذلك عقب مباراة تونس وفرنسا الأخيرة في كأس العالم 2022 والتي كان الخزري بطلا لها بتسجيله هدف نسور قرطاج الوحيد الذي منحهم 3 نقاط لكنه لم يكن كافيا لتحقيق التأهل للدور الثاني من المسابقة لأول مرة في تاريخ النهائيات.
واختارت الفيفا وهبي الخزري، (31 عاما) رجل مباراة تونس وفرنسا، بعد أن نجح في تسجيل هدف في شباك المنتخب الذي تقمص ألوانه في فئات الشبان، وحتى عام 2012، عندما اختار نهائيا تمثيل بلده الأم كرويا واللعب بقميص نسور قرطاج.
وقال الخزري في تصريحات تلفزيونية، عقب خروج تونس من الدور الأول للمونديال: “انتهت مسيرتي مع منتخب تونس، أنا فخور جدا بما قدمته طيلة 10 سنوات لبلدي الذي أحبه وأفتخر بأني دافعت عن رايته، أعرف أن الناس ذاكرتهم قصيرة وينسون بسرعة ما قدمته، ولكن أنا راض تماما عن مسيرتي، حان موعد وضع حد لهذه المسيرة، ولست نادما على شيء.”
وتابع مهاجم مونبيليي الفرنسي: “أحب كرة القدم وإسعاد الجماهير، أنا سعيد لأنني جعلت الشعب التونسي فخورا بالفوز على فرنسا”.
وحمل الخزري قميص تونس في 65 مباراة وسجل 22 هدفا منذ 2013، وهو أفضل هداف حاليا لنسور قرطاج كما شارك في كأس الأمم الإفريقية (2013، 2015، 2017، 2019) وفي كأس العالم 2018 و2022.
سببان وراء الخطوة
وتعليقا على قرار عدد من اللاعبين وضع حد لمشوارهم مع منتخب تونس، قال المدرب سليم عبد الغفار، إن دوافع ذلك القرار تتفرع إلى سببين، الأول أن اللاعب بمحض إرادته يختار الاعتزال دوليا للتفرغ لإكمال مسيرته الكروية مع النادي وتسليم المشعل إلى اللاعبين الشبان.
أما السبب الثاني بحسب المدرب، فهو ردة فعل من بعض اللاعبين إزاء موقف الجماهير الغاضبة وهنا لابد ألا يكون الجمهور قاسيا بشكل كبير مع اللاعبين؛ خصوصا أن المنتخب قدم مستوى جيدا في مونديال قطر، كما أن جل اللاعبين قدموا بتضحيات كبيرة طيلة المسابقة وحتى في مباراة فرنسا الصعبة.
وفي تصريحات خص بها سكاي نيوز عربية، قال عبد الغفار، الذي تولي منصب المدير الفني لمركز النهوض بكرة القدم في الاتحاد التونسي للعبة: “أعتقد أن قرار اعتزال لاعب كرة القدم بشكل عام يحتاج إلى التفكير بتأن وموضوعية، فالعمر بالنسبة للاعبين ليس مقياسا للعطاء، وهناك لاعبين استمروا في الملاعب حتى التاسعة والثلاثين وقدموا مستويات جيدة، أعتقد أن منتخب تونس في حاجة إلى الجمع بين لاعبي الخبرة المخضرمين وبين الشبان الطموحين.”
وتابع عبد الغفار: “المنتخب التونسي يضم جيلا من اللاعبين الشبان المميزين مثل أيمن دحمان ومحمد علي بن رمضان ووجدي كشريدة ومنتصر الطالبي وأنيس بن سليمان وحنبعل المجبري وغيرهم، ولكن هؤلاء يجتاجون أولا إلى الوقت لكسب التجربة، وإلى من يؤطرهم من اللاعبين المخضرمين، على غرار المساكني والخزري ومعلول وغيرهم.”
المساكني ومعلول على طريق الاعتزال
وبعد البلبولي والخزري، جاء الدور على المساكني (32 عاما) و قد بدأ مسيرته مع منتخب تونس في العام 2009 عندما وجه له المدرب فوزي البنزرتي الدعوة للمشاركة في مباراة غامبيا وعمره آنذاك 19 عاما وبضعة أشهر.
ومنذ ذلك الوقت، شارك في 90 مباراة دولية وسجل 17 هدفا كما أصبح اللاعب التونسي الوحيد الذي شارك في نهائيات أمم أفريقيا في سبع مناسبات وذلك في 2010 و2012 و2013 و2015 و2017 و2019 و2021.
بدوره، كشف علي معلول قرار اعتزاله اللعب دوليا عقب خروج نسور قرطاج من مونديال قطر، وذلك بعد مسيرة دولية خاض خلالها 84 مباراة دولية وسجل هدفين.
وقدم معلول، الظهير الأيسر للمنتخب التونسي والنادي الأهلي المصري، اعتذاره للجماهير عقب فشل “نسور قرطاج” في بلوغ الدور الثاني للمونديال رغم الانتصار على فرنسا بهدف نظيف.
وقال معلول في تصريحه لوسائل الإعلام بملعب المدينة التعليمية، عقب مباراة فرنسا: “كانت أمامنا فرصة اليوم أمام بطل العالم، أردنا أن نخرج بصورة مثالية في حالة لم نتأهل، نجحنا فيها لكننا نعتذر للجمهور التونسي على هذا الإخفاق.
وكان فرجاني ساسي، لاعب خط وسط نادي الدحيل القطري، آخر اللاعبين الذين أعلنوا اعتزالهم اللعب دوليا وذلك بعد مسيرة دولية بدأت في 2013 وشهدت مشاركته في 75 مباراة بقميص تونس كان أبرزها حضوره في مونديال 2018 حيث سجل هدفا في شباك إنجلترا وفي مونديال 2022، فضلا عن كأس أمم إفريقيا 2015 و2017 و2019.
وواجه ساسي حملة انتقادات لاذعة من قبل عدد من مشجعي منتخب تونس بسبب ما اعتبروه أداء هزيلا من لاعب الوسط وهو ما دفعه إلى إعلان اعتزاله اللعب دوليا.