المذنب الأخضر يقترب من الأرض لأول مرة منذ 50 ألف سنة .. هكذا يمكنك مشاهدته – العربية DW
للمرة الأولى منذ نحو 50 ألف عام سيقترب المذنّب C/2022 E3 (ZTF) والمعرف باسم المذنّب الأخضر من كوكب الأرض وذلك يوم الأربعاء (1 فبراير/شباط 2023). وكانت آخر مرة اقترب فيها المذنّب من الأرض خلال العصر الجليدي الأخير وزمن إنسان نياندرتال.
المثير للإعجاب أن المذنّب سيكون في أوج تألقه خلال هذا الوقت وقد يكون مرئيًا بالعين المجردة في الظروف المناسبة. وسيكون المذنّب قابلاً للرصد لأيام عندما يقترب من كوكبنا ثم يبتعد في طريقه إلى خارج النظام الشمسي، بحسب ما نشر موقع سبيس.كوم.
وخلال اقتراب المذنّب من الأرض، سيكون على مسافة 26 مليون ميل (42 مليون كيلومتر) من كوكبنا، وهو ما يعادل حوالي 28٪ من المسافة بين الأرض والشمس.
ووفقًا لـموقع In-the-Sky، فإن المذنّب سيكون موجوداً فوق الأفق، وبالتالي يجب أن يكون مرئيًا طوال الليل، حيث سيكون متواجداً في كوكبة Camelopardalis أثناء اقترابه من الأرض، وهي منطقة كبيرة من السماء ولكنها باهتة وخالية من النجوم الساطعة وتقع بالقرب من القطب الشمالي للأرض.
وتخطط ناسا لمراقبة المذنّب من خلال تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST)، والذي يمكن أن يوفر أدلة حول تكوين النظام الشمسي. وبحسب توماس برنس أستاذ الفيزياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا فإنه يمكن للمذنّب أن يوفر أدلة حول طريقة تكون النظام الشمسي حيث تشكل المذنّب خلال المراحل المبكرة لتكوين النظام الشمسي، وفق ما نشرت وكالة رويترز.
وقالت عالمة الفلك ستيفاني ميلام من مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في ماريلاند: “سنبحث عن بصمات جزيئات معينة لا يمكننا الوصول إليها من الأرض، ونظرًا لأن تلسكوب جيمس ويب حساس للغاية، فإننا نتوقع حدوث اكتشافات جديدة.”
متى يمكن مشاهدة المذنّب الأخضر؟
سيصبح المذنّب مرئيًا في حوالي الساعة 6:49 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (23:49 بتوقيت غرينتش) يوم الأربعاء (1 فبراير). وسيصل إلى أقرب نقطة في السماء فوق أفق القطب الشمالي في حوالي الساعة 9:46 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (02:46 بتوقيت غرينتش). بعد ذلك سيختفي في ضوء الفجر في حوالي الساعة 5:57 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1057 بتوقيت غرينتش) في 2 فبراير.
ويقدر العلماء أن الفترة المدارية للمذنّب C / 2022 E3 (ZTF) هي 50 ألف سنة وفقًا لمختبر الدفع النفاث التابع لناسا (NASA JPL)، مما يعني أن آخر مرة اقترب فيها من الأرض أو الشمس كان كوكبنا في في منتصف الفترة الجليدية الأخيرة أو “العصر الجليدي” وكان إنسان نياندرتال وقتها لا يزال يتشارك الكوكب مع أسلافنا الأوائل من نوع هومو سيبيان.
تم التعرف على المذنّب الأخضر لأول مرة في مارس 2022. وفي البداية، اشتبه علماء الفلك في أنه كويكب، لكن سرعان ما بدأ المذنّب في السطوع مع اقترابه من الشمس، وهو سلوك تُظهره المذنّبات عندما تقترب من الشمس ويتم رفع حرارتها بواسطة الإشعاع الصادر عنها، حيث تتحول المادة الموجودة على سطحها من جليد صلب إلى غاز في عملية تسمى التسامي وهي العملية التي أدت لتأكد العلماء من أنه مذنذب بالفعل.
كيف يمكن مشاهدة المذنّب؟
ويمكن مشاهدة حركة المذنّب لحطة بلحظة عبر عدة مواقع توفر خدمة البث الحي ومنها هذا الموقع:
ما هو المذنّب؟
المذنّبات هي أجسام يطلق عليها علماء الفلك اسم “كرات الثلج القذرة”، وهي كرات من الجليد والغبار والصخور تنحدر عادةً من مادة جليدية تسمى “سحابة أورت” عند الحافة الخارجية لنظامنا الشمسي.
تتكون المذنّبات من نواة صلبة من الصخور والجليد والغبار وتغطيها طبقة رقيقة من الغبار والغاز والجليد الذي يذوب عندما تقترب تلك الأجسام من الشمس مطلقة تياراً من الغاز والغبار المنبعث من سطحها بواسطة الإشعاع الشمسي والبلازما وتشكل ذيلًا غائمًا تسحبه خلفها.
تتحرك المذنّبات نحو النظام الشمسي الداخلي عندما تزيحها قوى الجاذبية المختلفة من “سحابة أورت”، وتصبح أكثر وضوحًا كلما اقتربت من من الشمس. ويتم اكتشاف أقل من اثني عشر مذنّباً كل عام بواسطة المراصد حول العالم.
عماد حسن