د.عبدالعزيز الجار الله
كشفٌ أثريٌّ غاية في الأهمية في جدة التاريخية عن فترة الخلفاء الراشدين يساعد في التسلسل التاريخي، ويقدم لنا سجلاً حضارياً لفترة من عمر التاريخ الإسلامي، أعلنت عن هذا الكشف الأثري إدارة مشروع جدة التاريخية إحدى مشاريع رؤية السعودية 2030، بالتعاون مع هيئة التراث بوزارة الثقافة يوم الأحد 4 فبراير 2024، اكتشاف ما يقارب الـ 25 ألف بقايا من مواد أثرية يعود أقدمها إلى القرن الأول والثاني الهجري (القرن 7-8 الميلادي) في 4 مواقع تاريخية هي:
– مسجد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.
– موقع الشونة الأثري.
– موقع أجزاء من الخندق الشرقي.
– موقع السور الشمالي.
وسبق أن أعلن سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله- عام 2019 عن مشروع جدة التاريخية ضمن رؤية 2030 ومن أجل المحافظة على الآثار الوطنية، وضمن مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في العناية بالمواقع الأثرية.
بدأت أعمال المسح والتنقيب الأثري عام 1442هـ، نوفمبر 2020م، جاء الكشف عن:
– اكتشاف 11.405 مواد خزفية يبلغ مجموع أوزانها 293 كلجم،
– عُثر على11.360 مادة من عظام الحيوانات يبلغ مجموع أوزانها 107 كلجم.
– 1.730 مادة صدفية بوزن 32 كلجم.
– 685 من مواد البناء أوزانها 87 كلجم.
– 191 مادة زجاجية أوزانها 5 كلجم.
– عدد المواد المعدنية 72 قطعة بوزن 7 كلجم.
– بلغ إجمالي ما تم العثور عليه 531 كلجم، لتشكل قيمة مهمة للمكتشفات الأثرية الوطنية. فكانت تفاصيلها على النحو التالي:
مسجد عثمان بن عفان:
– كشفت الدراسات في مسجد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- عن المواد الأثرية، والتي يُرجح أن يعود أقدمها إلى القرن الأول والثاني الهجري (القرن 7-8 الميلادي)، ثم يستمر الاستيطان من بداية العصر الإسلامي المبكر، مروراً إلى العصر الأموي ثم العباسي والمملوكي وحتى العصر الحديث في مطلع القرن الخامس عشر الهجري (القرن الـ 21 الميلادي).
– قطع خشب الأبنوس التي عُثر عليها معلقة على جانبي المحراب أثناء أعمال التنقيب والبحث الأثري في المسجد، تعود إلى القرن الأول والثاني الهجري (7-8 الميلادي)، موطنها جزيرة سيلان على المحيط الهندي.
– المواد المكتشفة في المسجد مجموعة متنوعة من الأواني الخزفية، وقطع من البورسلين عالي الجودة التي نشأ بعضها في أفران مقاطعة «جيانغ شي» الصينية ما بين القرن العاشر والثالث عشر الهجري تقريباً (القرن 6-9 الميلادي)، وأوعية فخارية تعود إلى العصر العباسي.
موقع الشونة الأثري :
– وفي موقع الشونة الأثري، يحدد التسلسل التاريخي للبقايا المعمارية إلى القرن الـ 13 الهجري ( القرن الـ 19 الميلادي)، مع وجود دلائل من بقايا أثرية ترجع تاريخيًا إلى القرن الـ 10 الهجري تقريبا (القرن الـ 16 الميلادي).
– عُثر على أجزاء من المواد الفخارية، من البورسلين وخزفيات من أوروبا واليابان والصين، والتي من المرجح تاريخها القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجري ( 19-20 الميلادي).
موقع الكدوة (باب مكة):
وفي أعمال التنقيب بموقع الكدوة (باب مكة) كشفت عن ظهور أجزاء من الخندق الشرقي الذي من المرجح أن يعود إلى أواخر القرن الثاني عشر الهجري (أواخر القرن الـ 18 ميلادي).
موقع شواهد القبور:
عُثر على عددٍ من شواهد القبور من الأحجار المنقبية والجرانيت والرخام التي حُفر عليها بعض الكتابات وجدت في مقابر جدة التاريخية، يعود إلى القرنين الثاني والثالث الهجري (القرنين الثامن والتاسع الميلادي)، متضمنة أسماء أشخاص ٍ وتعازٍ وآيات قرآنية.
تمت للمواقع دراسات أثرية للمواقع التاريخية الأربعة، وأيضاً تحاليل عينات الكربون المشع، وتحاليل التربة والدراسات الجيوفيزيائية والعلمية للمواد المكتشفة، إضافةً إلى نقل أكثر من 250 عينة خشبية من 52 مبنىً أثرياً لدراسته في مختبرات عالمية متخصصة للتعرف عليها وتحديد عمرها الزمني وغيرها من أبحاث الأرشيفات الدولية التي نتج عنها جمع أكثر من 984 وثيقة تاريخية عن جدة التاريخية، بما في ذلك الخرائط والرسومات التاريخية لسور جدة التاريخي والشونة والمواقع الأثرية الأخرى في جدة التاريخية.
وأشرف برنامج جدة التاريخية بالتعاون مع هيئة التراث على عمليات التوثيق، وآليات تسجيل وحفظ المواد الأثرية المكتشفة في جدة التاريخية، وإدراجها في السجل الوطني للآثار، وإدراجها ضمن قواعد بيانات علمية لحمايتها والمحافظة عليها، وأرشفة الوثائق والصور للمواد الأثرية المكتشفة.
بدأت أعمال مشروع الآثار في منطقة جدة التاريخية في يناير 2020م.
أبرز تاريخ المرحلة في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان عندما اتخذها ميناءً لمكة المكرمة في عام 26 هـ 647 م، تضم جدة التاريخية عدداً من المعالم والمباني الأثرية والتراثية، مثل آثار سور جدة وحاراتها التاريخية: حارة المظلوم، وحارة الشام، وحارة اليمن، وحارة البحر، كما يوجد بها عدد من المساجد التاريخية أبرزها: مسجد عثمان بن عفان، ومسجد الشافعي، ومسجد الباشا، ومسجد عكاش، ومسجد المعمار، وجامع الحنفي، إضافة إلى الأسواق التاريخية، وفي 21 يونيو 2014 أدرجت ضمن مواقع التراث العالمي. وأمر الملك سلمان بن عبد العزيز في يونيو 2018 بإنشاء إدارة باسم إدارة مشروع جدة التاريخية ترتبط بوزارة الثقافة، مع تخصيص ميزانية مستقلة لها، وذلك بناءً على ما عرضه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وفي مايو 2019 وجّه الأمير محمد بن سلمان بدعم مشروع ترميم 56 مبنىً من المباني الآيلة للسقوط بجدة التاريخية.