القتال يحتدم شمال غزة واستمرار الغارات الجوية على القطاع
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها دمرت خمس دبابات إسرائيلية في المنطقة مما أدى إلى سقوط أفراد طواقمها بين قتلى ومصابين بعد إعادة استخدام صاروخين غير منفجرين أطلقتهما إسرائيل في وقت سابق.
وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي إن قوات الجيش حققت سيطرة عملياتية شبه كاملة على شمال غزة وتستعد لتوسيع الهجوم البري ليشمل مناطق أخرى في القطاع، مع التركيز على الجنوب.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه أطلق طلقات خادعة في منطقة عيسى بمدينة غزة لاستدراج عشرات المسلحين إلى مبنى كان بمثابة مقر لحركة حماس في شمال القطاع.
وجاء في البيان “خلال نشاط العمليات المشتركة، وجهت القوات البرية والمخابراتية التابعة للجيش الإسرائيلي طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي لضرب المبنى، والقضاء على الإرهابيين”.
ونشر الجيش أيضا مقطعا مصورا قال إنه يظهر أنفاقا لحماس في منطقة عيسى. وتتهم إسرائيل الحركة بحفر أنفاق وتأسيس منشآت عسكرية أخرى في المناطق التي يقطنها المدنيون لاستخدامهم دروعا بشرية وهو ما تنفيه حماس.
وفي وقت لاحق من السبت، أفاد سكان ووسائل إعلام فلسطينية بأن الدبابات الإسرائيلية قصفت منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة. ولم ترد تقارير حتى الآن عن سقوط ضحايا.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن 201 على الأقل قُتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ليرتفع عدد القتلى إلى 20258 خلال الصراع المستمر منذ 11 أسبوعا، ويُعتقد بأن آلاف الجثث الأخرى لا تزال تحت الأنقاض. وأدى الصراع إلى نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبا.
وتقول إسرائيل إن 146 من جنودها قُتلوا منذ تنفيذ اجتياحها البري في 20 أكتوبر ردا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل التي تقول إنه أدى لمقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة والعودة بهم إلى القطاع.
وكتب يسرائيل كاتس وزير الطاقة الإسرائيلي والعضو بحكومة الحرب على منصة إكس “ينبغي أن نمضي قدما من أجل كل جندي سقط أيضا. حتى القضاء على حماس. حتى استعادة الرهائن”.
وقالت حماس إنها فقدت الاتصال مع مجموعة مسؤولة عن خمسة من الرهائن الإسرائيليين بسبب القصف الإسرائيلي.
ووصف متحدث باسم الجيش الإسرائيلي البيان بأنه “إرهاب نفسي” من حماس.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة ووسائل إعلام تابعة لحماس إن غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات للاجئين أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص هم صحفي في قناة الأقصى التابعة لحركة حماس واثنان من أقاربه.
وقالت إذاعة الأقصى في وقت لاحق إن طائرات إسرائيلية قصفت ودمرت مقر تلفزيون وإذاعة الأقصى في مدينة غزة.
وأحجم متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن التعليق على التقارير الفلسطينية التي تفيد بأن القوات الإسرائيلية بدأت هجوما بريا بالقرب من كرم أبو سالم شرقي معبر رفح ناحية مصر.
قصف متواصل
تطلب إسرائيل من السكان مغادرة المناطق الشمالية من غزة، لكن قواتها تقصف أيضا أهدافا في الأجزاء الوسطى والجنوبية من القطاع الساحلي الصغير.
وقال زياد، وهو مسعف وأب لستة أطفال، لرويترز عبر الهاتف “أين يجب أن نذهب؟ لا يوجد مكان آمن”. وأضاف “يطلبون من الناس التوجه إلى دير البلح (وسط مدينة غزة) حيث يقصفون ليل نهار”.
وشارك فلسطينيون في تشييع جثامين أربعة من أسرة واحدة قتلوا في غارة جوية إسرائيلية أخرى على خان يونس بجنوب القطاع.
وقال رمزي العايدي، وهو من سكان غزة وحاصل على دكتوراه في القانون، “هؤلاء أشخاص يعني الأصل بأن يكونوا آمنين في بيوتهم ومحميين بموجب القانون، لكن… القانون الدولي قد سقط… لو كانت إسرائيل هي من تقع مكان الفلسطينيين لقامت الدنيا ولم تقعد”.
ودوت صفارات الإنذار السبت إلى الشمال والشرق من غزة بعد يومين من الهدوء.
هجمات الحوثي
وامتد الصراع إلى ما هو أبعد من قطاع غزة ليصل إلى أماكن منها البحر الأحمر حيث تهاجم جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران السفن بالصواريخ والطائرات المسيرة ردا على هجوم إسرائيل على قطاع غزة.
وقالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري إن سفينة تجارية تابعة لإسرائيل تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة في بحر العرب قبالة الساحل الغربي للهند مما أدى إلى نشوب حريق.
وذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية السبت أنها تلقت تقريرا عن حادث في محيط مضيق باب المندب على بعد 45 ميلا بحريا جنوب غربي الصليف باليمن.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية اليوم عن البريجادير جنرال محمد رضا نقدي مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون التنسيقية قوله إن البحر المتوسط قد يُغلق إذا واصلت الولايات المتحدة وحلفاؤها ارتكاب “جرائم” في غزة، دون أن يوضح كيف سيتم ذلك.
وبعد أيام من الجدل لتجنب التهديد الأميركي باستخدام حق النقض (فيتو)، أصدر مجلس الأمن الجمعة قرارا يحث على اتخاذ خطوات عاجلة للسماح بوصول المساعدات الإنسانية “بشكل آمن ودون عوائق وعلى نطاق أوسع… وتهيئة الظروف لوقف مستدام” للقتال.
وتم تخفيف نبرة القرار مقارنة بالمسودات السابقة التي دعت إلى إنهاء فوري للحرب المستمرة منذ 11 أسبوعا وتخفيف سيطرة إسرائيل على توصيل المساعدات مما مهد الطريق أمام التصويت. وامتنعت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، عن التصويت.
وتعارض الولايات المتحدة وإسرائيل، التي تعهدت بالقضاء على حماس، وقف إطلاق النار معتبرتين أن ذلك سيسمح للحركة بإعادة تنظيم صفوفها وتسليحها.