السودان.. قصف أحياء العاصمة السكنية يخلّف قتلى بينهم 4 أشقاء
وقال شهود عيان إن 4 أشقاء قتلوا في حي القادسية بمنطقة شرق النيل بعد سقوط قذيفة في منزلهم، كما قتل أكثر من 8 أشخاص في أم درمان غربي الخرطوم ومنطقة اللاماب بجنوب العاصمة بسبب القصف الجوي المكثف الذي استهدف عددا من الأحياء.
وخلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، تزايد القلق في أوساط السكان المدنيين الذين أضطر مئات الآلاف منهم للفرار تاركين بيوتهم وممتلكاتهم وسط أوضاع إنسانية معقدة في عدد من مدن البلاد التي نزح إليها سكان العاصمة.
وقبل أقل من أسبوعين قتل أكثر من 18 شخصا في حي مايو المكتظ بالسكان في جنوب الخرطوم وأصيب أكثر من 120 آخرين بعد سقوط عدة قذائف في الحي الشعبي الذي يعيش فيه أكثر من مليون شخص ويعتبر أحد أكثر أحياء العاصمة اكتظاظا بالسكان.
كما قتل وأصيب نحو 10 مدنيين كانوا عالقين وسط اشتباكات عنيفة بين طرفي القتال في منطقة العشرة السكنية الواقعة في وسط الخرطوم.
ومنذ اندلاع القتال في الخامس عشر من أبريل، تشهد عدد من مناطق العاصمة هجمات جوية وأرضية متواصلة أدت إلى سقوط أكثر من ألف من المدنيين.
وتفاقم الأمر أكثر خلال الأيام القليلة الماضية بعد تزايد استخدام القنابل المتفجرة في الأحياء السكنية.
ويقول عادل حسن وهو من سكان منطقة الحاج يوسف لموقع “سكاي نيوز عربية” إن الاحياء السكنية أصبحت تشهد هجمات جوية وأرضية متكررة خلال الأيام الماضية مما أدى إلى تزايد عدد الضحايا بين المدنيين.
ويشير حسن إلى وجود الكثير من الضحايا تحت أنقاض عشرات المباني السكنية والخدمية التي تعرضت للقصف.
وبعد أن كان القتال منحصرا خلال الأسابيع الأولى في مناطق التجمعات العسكرية والمنشآت الاستراتيجية، شهدت الفترة الأخيرة تحولا ملحوظا نحو استهداف المناطق السكنية والمدنية مما أدى إلى زيادة حدة النزوح من العاصمة التي تقول تقارير غير مؤكدة إن 70 في المئة من سكانها البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة قد غادروها بالفعل إلى مناطق داخلية أكثر أمنا أو إلى خارج البلاد.
ويأتي هذا في ظل تزايد استغاثات السكان المحليين المطالبين بتوفير الكوادر والمعدات والمستلزمات الطبية بعد تعثر الوصول إلى المستشفيات الكبيرة التي خرج أكثر من 60 في المئة عن الخدمة فعليا بحسب نقابة أطباء السودان المركزية.
وبالتوازي مع المعاناة الأمنية يعيش سكان العاصمة الخرطوم اوضاعا معيشية معقدة للغاية، وتتسع بشكل يومي ظاهرة تناقص السلع الغذائية مع توقف معظم سلاسل الإمداد، كما يعيق نقص السيولة أيضا قدرة السكان في الحصول على احتياجاتهم اليومية.
وفي حين يحاول عدد قليل من أصحاب البقاليات والمخابز التأقلم مع الأوضاع الصعبة الحالية والاستمرار في فتح محلاتهم، فضّل الكثير منهم إغلاق محلاتهم بسبب شح السلع والخوف من عمليات النهب والسرقة التي باتت سمة ظاهرة في معظم أحياء العاصمة.
وبسبب الدمار الكبير الذي طال أكثر من 90 في المئة من مصانع السلع الغذائية والمواد الاستهلاكية الأخرى، توقفت سلاسل إمداد الأسواق وغالبية محلات البقالة تماما.