د.عبدالعزيز الجار الله
تتطور الأحداث سريعا ليس في الوطن العربي والشرق الأوسط فقط، بل في العالم أجمع ربما تتجه الأحداث إلى منزلق خطير يهدد في أي لحظة قيام حرب عالمية ثالثة تتطور إلى حرب نووية، ومن هذه المخاوف ظهرت مؤشرات وتساؤلات منها:
– هل تعلم العالم من ثورات الربيع العربي 2010، بعد مرور أكثر من عقد 2023 من التدخلات الدولية التي قادت إلى حروب أهلية في الوطن العربي؟.
– هل تعلمت الدول بالذات العالم الغربي أمريكا وروسيا وأوروبا، وحياد باقي الدول الصناعية والاقتصادية من تسببها في الربيع العربي؟.
– وهل تعلمت الدول الإقليمية للجوار العربي مثل: إسرائيل وإيران وتركيا بعد أن شاركت في فوضى الربيع العربي وتطورات الأحداث التي بدأت تتدحرج إليها؟.
الغرب: أمريكا وروسيا وأوروبا. كانت تتفرج على العالم العربي وتساهم في إشعال الدول العربية وهو ينزلق في ثورات الربيع العربي بسرعة مذهلة، وفي حالات المشاركة العسكرية واللوجستية الفعلية في زيادة حرائق العرب، رافعا (الغرب) شعار نشر الديمقراطية، ويعتبرها حركة شعوب وإعادة صيغة لدول الوطن العربي بما فيها التفكيك والأقاليم والانفصال وقيام دول جديدة، لذا عاش الوطن العربي عقدا من الزمن يعاني الحروب قبل كوفيد 19 الذي اشتد رسميا من عام 2020 ولمدة سنتين بعدها رافقته هزة اقتصادية أفقدت العالم رباطة جأشه، وجعلته ينزف اقتصادا حتى الآن، عاش الوطن العربي مضطربا برعاية غربية.
بعد مرور أكثر من عام (فبراير 2022) على الغزو الروسي لأوكرانيا التي انخرطت بها أوروبا والحلف الأطلسي، مع مراقبة الصين لتطور الأحداث بدأت تتكشف حقائق جديدة كان منها: أن الربيع العربي 2010 الذي دفع من الغرب وحياد بعض قوى العالم باعتبارهم من المراقبين، واستغلال الدول الإقليمية في الشرق الأوسط لتطور الثورات العربية بالتوسع وزيادة النفوذ.
إنها كانت أخطاء غربية وأخطاء الدول الإقليمية للعرب، بأن الربيع العربي جر الويلات إليها بحرب أوروبا والهزات الاقتصادية التي هزت الغرب والدول الإقليمية، وبالتالي هل تعلم الغرب وروسيا من ضرورة التريث في دخول الحرب السودانية، وجر البحر الأحمر، والقرن الأفريقي والمحيط الاطلسي، وغرب أفريقيا إلى حروب طويلة، ثم التأثير المتوقع على دول حوض البحر الأبيض المتوسط وبالتحديد دول جنوب أوروبا، وزيادة الضغط على الحال المتصدع في شرقي أوروبا بسبب الحرب الأوكرانية الروسية.
السودان سيكون محكا حقيقيا للغرب وبعض القوى الكبرى العسكرية والاقتصادية، إن ترك البقع الساخنة تحترق دون البحث عن حلول التهدئة ووقف التصعيد إنما هو احتراق لأطراف الجميع وبخاصة لأوروبا التي تتلقى الصدمات الأولى لأي اشتعال حروب، فقد كان – الاستعمار الأوروبي – هو الذي يحرك العالم والذي استمر لقرون في تحريك الأحداث في الشرق الأوسط وبالتحديد الوطن العربي، واليوم يعاني المستعمر الأوروبي من صدوع وحروب الشرق الأوسط.