الرئيس الإماراتي يفتح طريق الحكم أمام نجله
يفتح تعيين الشيخ خالد بن محمد آل نهيان، نجل رئيس الإمارات، في منصب ولي عهد إمارة أبوظبي النافذة، الطريق أمام السياسي الشاب كي يتولى قيادة الدولة الخليجية الثرية في المستقبل.
وجاء تعيينه في إطار سلسلة تغييرات سياسية هي الأبرز في عهد رئيس البلد النفطي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان منذ تسلمه منصبه في ماي 2022 إثر وفاة شقيقه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وقالت وكالة الأنباء الحكومية “وام” في تغريدة على “تويتر” إنه “بصفته حاكما لإمارة أبوظبي، رئيس الدولة يصدر مرسوما أميريا بتعيين خالد بن محمد بن زايد وليا للعهد في إمارة أبوظبي”.
وكان الشيخ محمد بن زايد يتولى هذا المنصب بنفسه قبل أن يصبح رئيسا. وقد أثار توليه الرئاسة العام الماضي تكهنات بشأن من سيخلفه كولي عهد أبوظبي.
وكتب الخبير الخليجي بدر السيف وهو أستاذ التاريخ المساعد في جامعة الكويت على “تويتر” “هذه الخطوة كانت متوقعة (…) كونها تتبع النموذج (…) في أماكن أخرى في الخليج”.
وأضافت أن التعيين “يوفر مزيدا من الاستقرار وخلافة أكثر سلاسة”، معتبرا أن “توطيد السلطة بين أشقاء محمد بن زايد ليس سرا. المراسيم تؤكد ذلك”.
وكان الشيخ محمد بن زايد قرر بحسب “وام” تعيين شقيقه منصور بن زايد نائبا لرئيس الدولة إلى جانب حكام دبي ورئيس حكومة الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. ويتولى الشيخ منصور منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، وهو مالك نادي مانشستر سيتي الإنكليزي لكرة القدم.
كما أصدر مرسومين أميريين بتعيين شقيقيه هزاع بن زايد وطحنون بن زايد نائبين لحاكم إمارة أبوظبي.
وإلى جانب منصب مستشار الأمن الوطني، يتولى الشيخ طحنون مناصب عديدة في الدولة النفطية الثرية بينها رئاسة مجلس إدارة صندوقها السيادي، وقد كان مؤخرا خلف حملة الإمارات لإصلاح علاقاتها مع قطر وتركيا وإيران.
أصبحت الإمارات، إحدى أكبر منتجي النفط في العالم وحليف للولايات المتحدة وروسيا والصين على حد سواء، قوة رئيسية في الشرق الأوسط مع تراجع مراكز الثقل التقليدية مثل مصر والعراق في السنوات الأخيرة.
وقد رحب حكام الخليج الآخرون بتعيين الشيخ خالد بن محمد، بما في ذلك في السعودية وقطر، فضلا عن قادة الإمارات الست الأخرى في دولة الإمارات.
وشغل الشيخ خالد بن محمد (41 عاما) منصب عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي ورئيس المكتب التنفيذي لإمارة أبوظبي. وهو عضو في مجلس إدارة شركة النفط العملاقة “أدنوك” الحكومية.
وقد شارك عن كثب في المشاريع الشبابية والبيئية بالإضافة إلى الرياضة، حيث قام بالترويج للجوجيتسو والمساعدة في جلب مباريات كرة السلة الأمريكية “ان بي ايه” إلى العاصمة الإماراتية.
وقال أستاذ العلوم السياسية الإماراتي عبد الخالق عبد الله لوكالة فرانس برس، إن الشيخ خالد بن محمد مثل والده بالفعل في رحلات خارجية كجزء من استعداداته لتولي القيادة.
وذكر أنه فيما سيعمل مباشرة مع والده البالغ من العمر 62 عاما والذي لا يزال في المرحلة الأولى من فترة رئاسته، فإن أمامه متسع من الوقت للتعلم.
وتابع “كان يتم إعداده لهذا المنصب. كل من راقبه عن كثب على مر السنين يعرف أنه جاهز لها وهو لائق للوظيفة”، مضيفا “لقد حصل على ثقة والده. إنه يتعامل بسهولة مع الناس (…) وهو أمر مهم جدا”.
ولطالما كان ينظر إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على أنه رجل البلاد القوي وحاكمها الفعلي الذي يقف وراء صعودها الدبلوماسي منذ سنوات حتى قبل توليه الرئاسة.
وأصبح الشيخ محمد وليا للعهد في نوفمبر 2004، وهو ثالث أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الإمارات. وشغل أيضا منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذي لأبوظبي.