الأمم المتحدة: جماعة معارضة تعرقل نقل المساعدات لشمال سوريا
وتشكل العداوات بين أطراف المشهد السوري، الذي مزقه الصراع الدائر منذ قرابة 12 عاما، تحديا إضافيا للعاملين في مجال الإغاثة الذين يحاولون الوصول إلى المناطق الشمالية المتضررة من الزلزال الذي تسبب في مقتل ما لا يقل عن 29 ألفا في تركيا وسوريا ودمر العديد من المدن بهما.
وقُتل نحو 3500 شخص في سوريا حتى الآن جراء الزلزال، ووقع العدد الأكبر من هؤلاء الضحايا في شمال غرب البلاد الذي تسيطر هيئة تحرير الشام على معظم أنحائه.
ولم تصل سوى كميات قليلة من مواد الإغاثة إلى تلك المنطقة بسبب إغلاق الخطوط الأمامية مع القوات الحكومية، ولا يوجد الآن سوى معبر واحد يربطها بتركيا في الشمال السوري. وقالت الحكومة السورية الأسبوع الماضي إنها مستعدة لإرسال مساعدات إلى المنطقة الشمالية.
وقال مصدر من هيئة تحرير الشام لرويترز إن الجماعة لن تسمح بدخول أي شحنات من مناطق تسيطر عليها الحكومة وإن المساعدات ستصل من تركيا إلى الشمال.
وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لرويترز “هناك مشاكل في الحصول على موافقة” هيئة تحرير الشام، التي تصنفها الأمم المتحدة والولايات المتحدة منظمة إرهابية، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.
وأحجم متحدث باسم الأمم المتحدة في دمشق عن التعليق، واكتفى بقول إن المنظمة الدولية “تواصل العمل مع الأطراف المعنية لدخول المنطقة”.
وقال جير بيدرسن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، لدى وصوله إلى دمشق الأحد، “نحتاج إلى الوصول لأكبر عدد ممكن من المواقع، سواء عبر خطوط المواجهة أو عبر الحدود، ونحتاج إلى مزيد من الموارد”.
وأضاف “نحاول أن نقول للجميع: نحّوا السياسة جانبا، هذا وقت الاتحاد وراء جهد مشترك لدعم الشعب السوري”.
قافلة مساعدات
قال منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث في وقت سابق الأحد إن الموجودين في شمال شرق سوريا شعروا بأننا خذلناهم “وهم على حق في شعورهم بذلك”.
ولم يرد المكتب الإعلامي لهيئة تحرير الشام بعد على طلب للتعليق.
كما تم يوم الخميس رفض دخول قافلة مساعدات تضم وقودا وأغراضا أخرى من منطقة خاضعة لسيطرة الأكراد إلى أخرى خاضعة لسيطرة جماعات المعارضة المدعومة من تركيا.
لكن تركيا قالت الأسبوع الماضي إنها ربما تفتح معبرا حدوديا مباشرا مع المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا وسط تحسن للعلاقات بعد مرور ما يزيد على عشر سنوات من قطع أنقرة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق بسبب الصراع.
وقال ينس لاركيه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لرويترز إن الأمم المتحدة تأمل أيضا في تكثيف العمليات عبر الحدود من خلال فتح نقطتين حدوديتين إضافيتين بين تركيا والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا لنقل المساعدات.
وأضاف لاركيه أن غريفيث “يكثف اتصالاته الدبلوماسية ويتحدث مع الجميع لفتح المزيد من المعابر الحدودية”.