د.عبدالعزيز الجار الله
أفرزت حرب إسرائيل على فلسطين (7) أكتوبر 2023 حقائق كانت مغيَّبة ولم يبرزها الإعلام العربي، كما لم تركز عليها مراكز الأبحاث والدراسات العربية وهي: أن من قام باحتلال الأراضي الفلسطينية عام 1948 هم قادة من جيوش النخبة وقوات الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الثانية 1945: بقيادة بريطانيا وروسيا وأمريكا. اتجهوا من جبهات القتال في أوروبا للانضمام إلى الحرب الأهلية في فلسطين عام 1947 بعد قرار التقسيم، وكانوا مدججين بالأسلحة والمعدات المتقدمة والخطط للسيطرة على مدن وسواحل الخط الأخضر فلسطين التاريخية، تم ذلك بمساعدة ومباركة من دول أوروبا لتحقيق أهداف عدة منها:
– تنفيذ (وعد بلفور) وزير الخارجية البريطانية 1917 الذي أصدرته بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين.
– عام 1945 انتهت الحرب العالمية الثانية بانتصار الحلفاء بقيادة بريطانيا وما زال الانتداب البريطاني لفلسطين قائماً.
– تم الدفع بالأسلحة والقوات التي لتوها خارجة من الحرب من أجل التخلص من بعض الجيوش الأوروبية ومن الأعباء الاقتصادية.
– توطين يهود أوروبا وروسيا وأمريكيا في فلسطين.
أذن الجيوش التي قادت حرب 1948 واحتلت فلسطين هي بقايا جيوش الحرب العالمية الثانية، وليس عصابات يهودية أو حروب أهلية بل خاضت الحروب جيوش متمرسة من الحلفاء بكامل عتادها وأسلحتها الأوروبية والغربية.
– عام 1956 بريطانيا وإسرائيل باشتراك فرنسا بدلاً من أمريكا خاضت حرب العدوان الثلاثي على مصر بعد (11) سنة من نهاية الحرب العالمية الثانية.
– عام 1967 بعد 19 سنة من نكبة فلسطين قادت قوات الحلفاء: بريطانيا وفرنسا وأمريكا، بشكل أو بآخر حرب 1967 ليحتلوا الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة وأراضي من سوريا ومصر، في (6) أيام.
– خسرت إسرائيل حرب عام 1973 ضد مصر لأن جيوش الحلفاء لم تشارك مباشرة، وإن كانت الجسور الجوية للأسلحة لم تتوقف.
– عام 2023 هي صورة (استُلت) واستُنسخت من عام 1948، بعد هجوم غزة 7 أكتوبر بساعات هرع الغرب: أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا القوى الكبرى في النيتو بكل أنواع الأساطيل حاملة الطائرات والسفن الحربية والغواصات والجنود والخبراء العسكريين والأقمار الصناعية، اتجهوا إلى البحر الأبيض المتوسط وإلى الشواطئ لحماية إسرائيل، وكأننا عدنا إلى زمن 48 زمن النكبة، فقد مارست إسرائيل نفس أسلوب ومنهجية النكبة في قتل الأطفال والأمهات وتدمير البيوت والسعي إلى تهجيرهم إلى مصر والأردن والترحيل إلى دول العالم، أرادت أن تكرر المخيمات والتشريد، وأن تفعل ما فعلته في 48/ 67 دون أن يشعر بها العالم، لكن الفارق في 2023 أن العرب ليسوا هم عرب زمن النكبة، لا من حيث الجيوش والتسلح والوعي السياسي، كما أن العالم اليوم تعدد الأقطاب روسيا والصين والتجمعات السياسية في الدول العالم الإسلامي والجامعة العربية ودول بريكس، يضاف لها فيديوهات ومقاطع التواصل الاجتماعي التي نقلت كل مذابح وجرائم إسرائيل.