د.عبدالعزيز الجار الله
المملكة لم تعلن عن الحرمين الشريفين مشروعاً في حد ذاته ومستقلاً ضمن رؤية السعودية 2030، لكن بقيت مكة المكرمة والمدينة المنورة ضمن دائرة مشروعات الرؤية، لذا تحققت أهداف الرؤية التنموية بالمدينتين المقدستين، وهذا ما أوضحته نتائج موسم رمضان 2024 من استيعاب أعداد كبيرة من المعتمرين والزوار.
الإحصاءات التي أعلنت من مكة المكرمة رمضان 1445 – 2024 بعضها رسمي وبعضها الآخر تقديرات والتي تشير إلى أن أعداد الزوار والمصلين في مكة قد تجاوزوا الرقم (45) مليوناً، وأدى أكثر من مليونين ونصف المليون مصلٍّ، صلاة العشاء والتراويح في ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك بالمسجد الحرام، وحضور ختم القرآن، وهي من الليالي المباركة التي يتحرى فيها ليلة القدر، وامتلأت جنبات وأدوار المسجد الحرام وساحاته وأروقته بالمصلين. وفي المدينة المنورة أعلن في 25 رمضان 1445 هـ 4 إبريل 2024 م استقبل المسجد النبوي الشريف أكثر من 20 مليون مصلٍّ خلال العشرين الأولى من شهر رمضان المبارك 1445هـ، فيما بلغ عدد زائري قبر النبي صلى الله عليه وسلم 1.643.288 زائراً، وبلغ عدد المصلين في الروضة الشريفة 358.632 من الرجال و296.595 من النساء.
هذه الأرقام نوعية وغير مسبوقة في شهر رمضان وتكاد تقفز إلى أكثر من ضعف هذا الرقم خلال السنوات القادمة، فقد كانت السعودية تتوقع وصول عدد زوار المملكة عام 2030 (100) مليون زائر لكنها وصلت عام 2023 لهذا الرقم قبل (7) سنوات من موعده، ويتوقع أن تستقبل 150 – 200 مليون زائر حتى عام 2030 .
تأتي هذه الأرقام القياسية: (45) مليون زائر لمكة المكرمة، و(20) مليون زائر للمدينة المنورة في شهر واحد فقط رمضان 2024 تأتي نتيجة رؤية السعودية 2030 والتي بدأت تأخذ شكلها بعد أن استكملت مشروعات عمارة الحرمين الشريفين في المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة حيث أكملت عمارة الحرم المكي والمسجد النبوي منذ عام 2016 بداية الرؤية التي اعتبرت عمارة الحرمين إحدى أهم المشروعات، وإن لم تكن ضمن المشاريع الرئيسة (41) مشروعاً، ولا ضمن المشاريع الفرعية للرؤية، لكن عمارة الحرمين الشريفين والإجراءات التي اتخذتها القيادة من تسهيل إجراءات الحج والزيارة، والتعجيل في إنجاز العمارة عبر التوسعة السعودية الثالثة قد حققت أهداف الرؤية 2030 بشكل سريع أتاحت فرصة للقيادة وفريق العمل لمعرفة مدى استيعاب المدينتين لهذه الأعداد خلال شهر واحد، وتجربة لتقييم (وفحص) استيعاب الحرمين والفنادق والحركة والتنقل والمواصلات والطيران والمطارات والقطار وطبيعة العيش والمرافق الأخرى، ومدى القدرة على إنجاح إدارة الحشود الكبيرة.