أوكرانيا تحشد على حدود حليفة روسيا..هل تدخل بيلاروسيا الحرب؟
اتهمت روسيا أوكرانيا بحشد قوات كبيرة على الحدود البيلاروسية، فيما يستمر الهجوم الأوكراني المضاد في الجنوب وسط تضارب البيانات حول المعادلة الميدانية للمعارك بين الجانبين.
وبحسب البيان الروسي تم رصد نشر فرقة عسكرية كبيرة على طول الحدود مع بيلاروسيا، ما يعد تخطيطا لعمليات تسلل من جانب جماعات استطلاع وتخريب.
المخاوف من تبعات الهجوم المضاد في مينسك دفعت التعاون بين روسيا وبيلاروسيا إلى قبول الأخيرة بنشر موسكو أسلحة نووية تكتيكية على أراضيها، فهل تدخل بيلاروسيا في الحرب بشكل مباشر؟
تخوف من التحرك الأوكراني
يرى أولكسندر فومين الباحث بمركز قضايا الأمن التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أن بيلاروسيا التي تقع في الشمال من أوكرانيا تضع كل الاحتمالات في حسبانها من بينها إمكانية أن تتعرض أراضيها لهجوم جوي أوكراني، وإن كان أمرا واردا بحسابات الواقع ومستبعدا بالمنطق العسكري في آن واحد، فبيلاروسيا وأوكرانيا تشتركان معا في حدود واسعة تبلغ طولها 1084 كيلومتر.
ويؤكد أولكسندر فومين، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية” أن:
- قرب حدود بيلاروسيا من العاصمة الأوكرانية كييف ذا قيمة استراتيجية كبرى، وبالتالي فهي تمثل تهديدا مزدوجا، لا سيما، أن هناك تعاونا ومساندة واسعة بين روسيا وبيلاروسيا وأي تهديد للأخير يعد تهديدا مباشرا لموسكو.
- أتوقع أن تمارس كييف خلال الأيام المقبلة الكثير من العمليات الاستفزازية على حدود بيلاروسيا من أجل دفعها بشكل مباشر في الحرب لاستعادة الزخم والدعم الغربي، الذي من المتوقع أن يتراجع مع تراجع قوة ونتائج هجوم كييف المضاد.
- وميدانيا، تشن القوات الأوكرانية هجومها في ثلاث نقاط رئيسة: باخموت التي لا تزال تحت السيطرة الروسية بقوة، ويتركز القتال القوات الأوكرانية في شمال المدينة وجنوبها، وجنوب زابوريجيا، وفي جنوب دونيتسك، فيما استعادت كييف عددا من القرى ولا يزال القتال ضاريا مع تعاظم الخسائر بين الجانبين.
هل تدخل مينسك الحرب؟
يستبعد فاديم أريستوفيتش الأكاديمي في الشؤون الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، دخول بيلاروسيا بشكل مباشر في الحرب رغم تصريحات رئيسها والتهديد بذلك.
ويوضح فاديم أريستوفيتش، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أسباب امتناع بيلاروسيا عن الدخول بشكل مباشر في الحرب هي كالآتي:
- قبول مينسك بنشر أسلحة نووية تكتيكية روسية على أراضيها من باب المصالح المشتركة والحماية الذاتية، فالدول الغربية لن تجازف بالاقتراب بأسلحتها من مناطق تنتشر بها أسلحة (يوم القيامة) مفاتيح إطلاقها بيد القيادة الروسية.
- بيلاروسيا تخشى أيضا من عصى العقوبات الغربية والأميركية في ظل الوضع الاقتصادي الحالي الداخلي والوضع الاقتصادي لروسيا أيضا.
- طول الحدود مع بيلاروسيا وأوكرانيا يجعلها بؤرة مشتعلة حال دخول مينسك للحرب بشكل رسمي ما يهدد وجود النظام الحالي بقيادة ألكسندر لوكاشينكو.
سياسة الأرض المحروقة
حول مخاطرة دخول مينسك للحرب في أوكرانيا، يتخوف الباحث في الشأن الدولي، ضياء نوح من لجوء أوكرانيا لسياسة الأرض المحروقة مع مؤشرات تؤكد فشل أول مراحل الهجوم المضاد ونفاد صبر الشارع الغربي من فاتورة الإمدادات والمساعدات المالية المستمرة في وقت تتضور اقتصادات الغرب إرهاقا جراء أزمتي الوقود والإمدادات الغذائية المترتبة على اندلاع حرب أوكرانيا المستمرة.
ويؤكد ضياء نوح، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن فشل أوكرانيا في حسم معركة باخموت التي استمرت لـ7 شهور وانتهت لصالح روسيا دفعها لتكثيف جهودها صوب مناطق حدودية روسية بعمليات قتالية وقصف بالمسيرات، والمثال البارز على ذلك، تعرض مقاطعة بيلغورود باستمرار للقصف الأوكراني أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين منذ بداية أبريل.