م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
سبعة أصدقاء اجتمعوا في مطلع شبابهم عام (1984م) في لقاء أسبوعي مساء كل «ثلثاء».. استمرت لقاءاتهم أربعين عاماً حتى اليوم.. صداقتهم لم تكن عن بعد بل كانت ولا زالت صداقة لصيقة شملت لقاءات الفطور والعشاء والسفر، ثم بعد ظهور الأجهزة الذكية وتطبيق الواتساب اجتمعوا في مجموعة أسموها في البداية «جماعة الثلثاء» ثم حولوا مسماها إلى «أصدقاء العمر».
الميزة في هذه المجموعة من الأصدقاء أنهم مختلفون في تخصصات الدراسة، والمهن، والمزاج، والذائقة، والطباع، والسلوكيات.. بدأت اللقاءات وكل أفراد المجموعة من العزاب ما عدا اثنين منهم حديْثَيّ عهد بالزواج، واليوم كلهم «أجداد».. بدأت لقاءاتهم وكلهم في العشرينيات من أعمارهم واليوم كلهم ستينيون.. ويحق في هذه المجموعة وصف أهل نجد «فيهم السبع الحموضات».. أو كما يقول الطليان في وصف سلطة الفواكه (Tutti – frutti).
بعد انقضاء أربعين عاماً من الصداقة اسمحوا لي بتقديم وصف مختصر مبتسر عن كل صديق من هؤلاء السبعة، مع التشبيه بأحد أنواع الفاكهة المكونة لسلطة الفواكه:
1 – عبدالله: مثال للصرامة في الاستقامة والالتزام.. مهما يكن وأين يكن يصحو باكراً ويذهب لممارسة الرياضة لمدة ساعة.. ممارسته للتجارة منذ يفاعته رفعت لديه حس القيادة والتوجيه.. «أبو فهد» لو منحته صفة الفاكهة في سلطة الفواكه فهي النكهة الهادئة لكن حضوره واضح ولذيذ، فهو (كالأناناس) في سلطة الفواكه.
2 – أحمد: الأكثر قيافة في المجموعة، لذلك هو صاحب أكبر حقيبة في سفرياتنا السنوية.. «أبو فيصل» يقوم بدور الأخ الكبير؛ يمازح هذا ويجامل هذا ويدافع عن هذا ويبحث عما يريح الجميع.. هو في سلطة الفواكه يمثل الموز بكل جدارة؛ جمال المظهر ولذة المخبر.
3 – إدريس: هو بحد ذاته مجموعة من الفواكه متعددة الأذواق.. يشيع الأنس والابتسامة فيما حوله.. ويتواصل بود مع كل من يلاقيه.. هو بلا شك النكهة الأقوى مذاقاً في سلطة الفاكهة التي تمثلنا.. إنه بنكهة (البرتقال) فهي الفاكهة الرطبة التي تجمع بين الملوحة والحلاوة.
4 – ناصر: هو الوجه الباسم، هو المزوح وهو المجامل الكبير.. حضوره كالنسمة الباردة ونكهته تستقيم مع كل نكهات الفواكه لكن بمذاق خاص.. «أبو يزيد» (كالكيوي)، مفيد بهدوء.
5 – عثمان: هادئ يساير الجميع ثم يعمل ما يريد دون صوت أو ضجيج.. أيضاً هو كريم متنازل، لذلك كان أكثرنا جلوساً في الصف الأخير من كراسي السيارة.. نكهته أشبه بالعنب في سلطة الفواكه، مستقل ولا يُقَطَّع.
6 – خالد: «أبو الهول» الصامت، شعره الأشيب المحيط برأسه وذقنه مثل إطار صورة لوجهه الجميل.. «أبو عبدالرحمن» يلعب دور المحاسب في رحلاتنا، وهي مهمة لو تعلمون مرهقة ودقيقة.. هدوء الحضور يجعل منه نكهة (التفاح)، مفيد ومتماسك برائحة هادئة.
7 – كاتب هذه السطور.. عبدالمحسن: أمثل الشخص الذي «يمون» على من يطمئن إليه زيادة عن اللزوم، وهي صفة مزعجة للآخر، ورغم علمي بذلك إلا أن الطبع يغلب التطبع.. فملاحظاتي جافة وردودي حادة واعتراضاتي صاخبة.. أنا في سلطة الفواكه مثل («الخربز» ويسمى «الشمام» وفي زمن مضى كان يسمى «جرو»)؛ رائحته نفاذة والإكثار منه يسبب الغازات.