عمرها 5 آلاف عام.. رفح تاريخ أمام جيش إسرائيل
وتكتسب المدينة شهرتها العالمية أيضا من معبر رفح الحدودي مع مصر، وهو الرئة والمنفذ الوحيد لفلسطينيي القطاع نحو العالم الخارجي، بعد رفض إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية رغم دعوات المنظمات الدولية لتجنب كوارث الجوع وانتشار الأمراض.
فما هي أهمية مدينة رفح؟
تقع رفح جنوبي قطاع غزة على الشريط الحدودي مع شبه جزيرة سيناء المصرية، وتعتبر أكبر مدن القطاع على الحدود المصرية، وبها معبر رفح الوحيد الذي يعول عليه بشكل رئيسي طوال عقود في إدخال المساعدات للقطاع وإخراج المصابين لتلقي العلاج والسفر، كما من أبرز المعلومات عن المدينة التاريخية ما يلي:
- تبلغ مساحتها 55 كيلومترا مربعا.
- تبعد عن القدس حوالي 107 كيلومترات إلى الجنوب الغربي.
- عدد سكانها الأصليين حوالي 300 ألف نسمة، تعود أصولهم إلى مدينة خان يونس وإلى بدو صحراء النقب، وصحراء سيناء، ثم أضيف إليهم اللاجئون الفلسطينيون الذين قدموا إليها من مختلف القرى والمدن بعد نكبة عام 1948.
- تستضيف حالياً أكثر من 1.4 مليون نازح فرّوا من مناطق متفرقة من غزة بسبب الحرب الإسرائيلية.
- يعد معبر رفح هو السابع الذي يُحيط بغزة إلى جانب 6 معابر أخرى تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، كما أنه المخرج الوحيد الذي لا يؤدي للأراضي الإسرائيلية وتم تشييده بعد اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979، وخضع لسيطرة إسرائيل حتى نوفمبر 2005.
ما أهمية رفح التاريخية؟
- تعتبر رفح من المدن التاريخية القديمة فتم تأسيسها قبل 5 آلاف عام، وغزاها الفراعنة، والآشوريون، والإغريق، والرومان.
- عُرفت بأسماء عدة، فسماها الفراعنة “روبيهوي”، وأطلق عليها الآشوريون اسم “رفيحو”، وأطلق عليها الرومان واليونان اسم “رافيا”، حتى سماها العرب “رفح”.
- خضعت رفح عام 1917 للحكم البريطاني الذي فرض الانتداب على فلسطين، وفي 1948 دخل الجيش المصري رفح وتحولت السيطرة عليها إلى مصر، حتى وقعت في أيدي إسرائيل عام 1956 ثم عادت للإدارة المصرية عام 1957 حتى عام 1967 حيث احتلها إسرائيل.
- زاد من أهميتها التاريخية مرور خط السكك الحديدية الواصل بين القاهرة وحيفا في أراضيها، وتم تدمير هذا الخط بعد عام 1967.
- قُسمت إلى شطرين بالأسلاك الحدودية الشائكة بعد اتفاقية كامب ديفيد، حيث استعادت مصر سيناء، وإثر ذلك انفصلت رفح سيناء عن رفح غزة، وبلغت مساحة الشطر الواقع بغزة 3 أضعاف مساحة الشطر المصري تقريبا.
“قلعة الجنوب” وتاريخ من مقاومة إسرائيل
يطلق الفلسطينيون على رفح “قلعة الجنوب”، وتسميها المقاومة الفلسطينية بـ”الصندوق الأسود”، لما شهدته من عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي شملت أسر وقتل جنود، حيث كانت، وفق تقرير شبكة “بي بي سي”، علامة فارقة بالصراع.
• شهدت عام 2005 قبل الانسحاب الإسرائيلي من غزة عدداً من العمليات العسكرية النوعية للفصائل الفلسطينية.
• أُسر في حدودها الشرقية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006.
• في 2014 أسمتها الفصائل بمدينة “الصندوق الأسود”، وذلك عقب نجاح مقاتليها في تنفيذ عمليات نوعية خلال تلك الحرب.
• فيها تم أسر الجندي الإسرائيلي هدار غولدن شرقي رفح.
• خلال حرب 7 أكتوبر الحالية تشهد المدينة قصفاً عنيفاً وتخطط إسرائيل لاجتياحها عسكريا.
ماذا عن وضعها الإنساني؟
وفق تقارير فلسطينية، تُعدّ رفح الملاذ الأخير لمئات الآلاف من الأسر النازحة، حيث تركّز هؤلاء في الجزء الغربي من المدينة قرب البحر المتوسط في أحياء تل السلطان وكندا والسعودي، خشية تعرض المنطقة الشرقية للاجتياح بسبب قربها من مستوطنات غلاف غزة.
وتعاني المدينة على المستوى الصحي، فبحسب الأمم المتحدة التي حذرت من وضع كارثي في رفح، حال اجتياحها من قبل إسرائيل، فلا يوجد بالمدينة إلا عددا قليلا من المستشفيات أبرزها: مستشفى رفح المركزي، ومستشفى الكويت التخصصي، ومستشفى الشهيد أبو يوسف النجار، وجميعها تعاني نقص الإمدادات الطبية، وغياب الكهرباء ومصادر الطاقة، ما يؤثر على قدرة الأطباء والفرق الصحية في توفير العلاج، ومراعاة المرضى.
- تضاعف عدد سكانها 5 مرات بموجب أوامر الإخلاء الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر.
- بسبب تدفق النازحين تحولت إلى مركز للخيام إذ غطت مساحة حوالي 3.5 كيلومترات مربعة مع الحدود المصرية.
- يعيش هؤلاء النازحون في ظروف مزرية في مراكز إيواء مكتظة كالمدارس والشوارع أو بأي رقعة أرض.
- يحاط هؤلاء سياج الحدود المصرية والإسرائيلية والبحر الأبيض المتوسط فضلاً عن القصف الإسرائيلي.
ما هي خطة إسرائيل حيال اجتياح رفح؟
اقترحت إسرائيل إنشاء مدن خيام مترامية الأطراف في غزة، بتمويل من الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة، قبل غزوها المرجح.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن إسرائيل قدمت الاقتراح لمصر، بعد رفض القاهرة المساعي الإسرائيلية لتنفيذ عملية عسكرية في رفح، وتحذيرها من “عواقبها الوخيمة”.
ويتضمن الاقتراح الإسرائيلي، وفق الصحيفة الأميركية، التالي:
- إنشاء 15 موقعا للخيام يضم كل منها نحو 25 ألف خيمة، في الجزء الجنوبي الغربي من قطاع غزة.
- مصر ستكون مسؤولة عن إقامة المخيمات وملحقاتها من مستشفيات ميدانية ومرافق مياه وصرف صحي مؤقتة.
ومن جانبها لم تعلق القاهرة علانية على الاقتراح الإسرائيلي، بينما جاء في وقت حذرت فيه إدارة بايدن إسرائيل من دخول الجيش إلى رفح من دون خطة مفصلة لحماية المدنيين.
وترفض مصر بشكل قاطع أن يدفع مخطط تل أبيب، مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين برفح تجاه الأراضي المصرية واختراق الحدود، ما يعني تصفية القضية الفلسطينية، فضلًا عن رفضها قيام الجيش الإسرائيلي بشن هجمات في محور فيلادلفيا الذي يخضع للسيطرة المصرية منذ 2005.
كما يرفض كذلك آلاف الفلسطينيين الخطط التهجير الإسرائيلية بعد تعرض نحو 700 ألف فلسطيني، أي نصف السكان العرب في فلسطين منذ النكبة للتشريد والتهجير، وانتقل كثيرون منهم إلى الدول العربية المجاورة حيث يقيمون هم وأحفادهم، ولا يزال كثيرون يعيشون في مخيمات اللاجئين.