روسيا وأوكرانيا: مقتل وزير الداخلية الأوكراني ومسؤولين بارزين بالوزارة في حادث تحطم مروحية قرب كييف
![](https://jadedalyoum.com/wp-content/uploads/2023/01/128332576_1c8fb89cda8180ae3728f8542d86c7ff6e923a040_573_5500_30941000x563-780x470.jpg)
- جيمس ووترهاوس وبول كيربي
- بي بي سي
روسيا وأوكرانيا: مقتل وزير الداخلية الأوكراني جرّاء تحطّم مروحية قرب روضة أطفال في كييف
أسفر تحطم مروحية عن مقتل ثلاث شخصيات رئيسية في وزارة الداخلية الأوكرانية قرب روضة أطفال في ضاحية شرقي العاصمة كييف.
وتوفي وزير الداخلية دنيس موناستيرسكي، البالغ من العمر 42 عاما، ومساعده الأول، يفين ينين، والمسؤول في وزارة الداخلية، يوري لوبكوفيتش.
وقالت السلطات إن 14 شخصا، من بينهم طفل، لقوا حتفهم عندما سقطت المروحية في بروفاري حوالي الساعة 08:30 بالتوقيت المحلي، 06:30 بتوقيت غرينتش.
ولا مؤشرات على أن تحطم المروحية قد يعدو كونه حادثاً، بالرغم من تحميل بعض الشهود المسؤولية للحرب الروسية على البلاد.
بيد أن جهاز أمن الدولة الأوكراني، “إس بي يو”، قال إنه يتابع عدة أسباب محتملة لتحطم المروحية، من بينها التخريب أو حدوث عطل فني أو مخالفة لقواعد الرحلة.
شوهدت بقايا المروحية خارج مبنى سكني في بروفاري
وكانت خدمة الطوارئ الحكومية قد ذكرت في وقت سابق أن ما يصل إلى 18 شخصا لقوا حتفهم، بيد أنها عدّلت في وقت لاحق عدد القتلى في الحادث، وقالت إن 14 شخصا لقوا حتفهم.
وكان موناستيرسكي محامياً سابقاً تسلّم منصبه على رأس وزارة الداخلية في تموز/يوليو 2021. وأصبح نائباً في البرلمان الأوكراني في العام 2019 في تكتّل حزب الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
كما يعد أحد المستشارين السياسيين للرئيس الأوكراني زيلينسكي، والمسؤول الأوكراني الأرفع الذي يُقتل في الحرب منذ بداية الغزو الروسي في فبراير/ شباط العام الماضي.
دنيس موناستيرسكي
وقال نائب رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، كيريلو تيموشينكو، للتلفزيون الوطني “هدف هذه الرحلة (كان الذهاب) إلى إحدى النقاط الساخنة في بلدنا حيث تدور المعارك”.
وقال فولوديمير تيموشكو، قائد الشرطة في مدينة خاركيف الشمالية الشرقية، إن الفريق الوزاري كان في طريقه لمقابلته هناك وإنه تحدث إليهم بالأمس فقط.
وتعد وفاة الوزير ضربة لحكومة كييف، نظرا لأن وزارة الداخلية تنهض بمهمة حيوية تتمثل في الحفاظ على الأمن وإدارة الشرطة أثناء الحرب.
كما تحدث زيلينسكي عن المأساة ووصفها بأنها مروعة أودت بحياة “وطنيين حقيقيين”.
وجرى تعيين قائد قوة الشرطة الوطنية الأوكرانية، إيهور كليمينكو، وزيرا للداخلية بالإنابة بعد وفاة موناستيرسكي.
وقال شهود في كييف إن الحرب الروسية هي المسؤولة عن الكارثة.
أعلنت الشرطة أن المروحية سقطت فوق حضانة في مبنى سكني
وقال فولوديمير يرميلينكو، أحد السكان المحليين لبي بي سي: “كان الجو ضبابيا للغاية ولم تكن هناك كهرباء، وعندما لا توجد كهرباء لا توجد أضواء تسطع من الأبنية”.
واعتاد المسؤولون الرئيسيون الانتقال عبر أوكرانيا على متن طائرة مروحية تحلق على مستوى الأشجار، الأمر الذي ينطوي على مخاطر.
كما لحقت أضرار جسيمة بمبنى روضة الأطفال الرئيسي.
ويعد موناستيرسكي وجها معروفا للأوكرانيين طوال الحرب، حيث كان يطلع الجمهور على عدد الإصابات الناجمة عن الضربات الصاروخية الروسية منذ غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
ووجّه رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، الأربعاء تعازيه للشعب الأوكراني بعد مقتل موناستيرسكي، واصفاً إياه بأنه كان “صديقاً كبيراً للاتحاد الأوروبي”.
وزير الداخلية دنيس موناستيرسكي ومساعده الأول يفين ينين
كما عبّر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن “حزنه إزاء الوفاة المأساوية” لموناستيرسكي.وقال مسؤولون أوكرانيون إن من كانوا على متن المروحية ستة من مسؤولي الوزارة وثلاثة من أفراد الطاقم.
وتوفي المساعد الأول للوزير، يفهين ينين، مع سكرتير الدولة يوري لوبكوفيتش، الذي كانت مهمته تنظيم عمل الوزارة.
وساعد ينين، قبل انتقاله للعمل في وزارة الداخلية، في تمثيل الحكومة الأوكرانية في الخارج.
وقال تيموشينكو إن عمل وزارة الداخلية لن يتأثر بفقدان قادتها، بيد أن زملاء في الحكومة ظهرت عليهم الصدمة بشكل واضح أثناء حديثهم على التلفزيون الوطني.
وقالت مارييا ميزينتسيفا، صديقة الوزير الراحل، إنها مأساة للجميع نظرا لأن الوزارة تنهض بدور مهم في رد أوكرانيا على الغزو.
وقالت لبي بي سي: “كان يرد على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع على زملائه وأصدقائه وعائلته. كان قريبا جدا من الرئيس زيلينسكي منذ اليوم الأول من حملته الرئاسية”.
وكتب قائد الشرطة الأوكرانية، إيهور كليمينكو، على فيسبوك، أن المروحية التي تحطمت تابعة لجهاز الدولة لحالات الطوارئ التابع لوزارة الداخلية، وأشار مسؤولن آخرون أن المروحية من طراز سوبر بوما الفرنسي.
وكان الآباء يرافقون أطفالهم إلى الروضة قبل الذهاب إلى العمل عندما سقطت المروحية.
وقال زيلينيسكي: “الألم لا يوصف”، مضيفا أن “المروحية سقطت على أرض إحدى أبنية روضة الأطفال”.
وسقط الكثير من الضحايا، من بينهم طفل، فضلا عن إصابة 11 طفلا من مجموع 25 مصابا، وفقا لمسؤولي خدمات الطوارئ.
تسبب الحادث فى اضرار جسيمة فى رياض الاطفال والمبانى السكنية
وقال شهود إن الطيار حاول تجنب الأبنية الشاهقة قبل وقوع الحادث، وبدلا من ذلك سقط بالقرب من روضة الأطفال.
وقالت سيدة محلية لبي بي سي إنها شاهدت وميضا هائلا بينما كانت المروحية تحلق فوق منزلها، وأضافت أن الطيار حاول بوضوح تجنب بنايتها المكونة من 10 طوابق واختار السقوط بالقرب من المبنى الأصغر.
وقالت متطوعة محلية تدعى ليديا: “كان الآباء يركضون وهم يصرخون. كان هناك حالة ذعر”، وهرعت خدمات الطوارئ والسكان لإجلاء الأطفال بعد اندلاع حريق في مبنى الحضانة.
وتحدث مواطن مقيم بالمنطقة يدعى دميترو عن قفزه فوق السياج للمساعدة في إخراج الأطفال، وقال إن إحدى الفتيات التي التقطها تدعى بولينا، كان والدها يركض وهو ينادى على اسمها ولم يتعرف عليها من كثرة الدماء التي كانت تغطي وجه الفتاة.
كما لقيت تيتيانا شوتيا ، مساعدة موناستيرسكي، مصرعها في الحادث.
توفيت تيتيانا شوتياك، وهي شخصية بارزة في الشؤون الداخلية، في الحادث
وقال أنطون هيراشينكو، مستشار وزارة الداخلية، إن الرجال الثلاثة كانوا أصدقاء ورجال دولة عملوا على جعل أوكرانيا أقوى.
وأضاف على فيسبوك “سنتذكركم دائما. سنولي عنابة بعائلاتكم”.
وقالت ميزينتسيفا إنها اعتقدت في البداية أن الكارثة أنباء كاذبة: “لكن للأسف تبين أنها حقيقة”.
وتعرضت أوكرانيا قبل أربعة أيام فقط إلى واحدة من أسوأ الهجمات منذ بدء الحرب، راح ضحيتها 45 مدنيا.
وكان صاروخ روسي قد سقط على عمارة سكنية في مدينة دنيبرو بوسط البلاد، مما أسفر عن مقتل 45 شخصا بينهم ستة أطفال.
ومن المقرر أن يلقي زيلينسكي في وقت لاحق يوم الأربعاء كلمة أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس عبر رابط بالفيديو،
وناشدت أوكرانيا الغرب تقديم دبابات للمساعدة في الرد على أي هجوم روسي جديد متوقع. ومن المرجح أن يتم اتخاذ قرار في وقت لاحق هذا الأسبوع عندما يناقش الحلفاء الغربيون الحرب في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا.