
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي} صدق الله العظيم.
ماذا أكتب عن أخي وصديقي وزميلي أخي المرحوم الدكتور حمد بن عبد العزيز النعيم، ابن عمي «بل شقيقي الروحي».
لقد ولد المرحوم بإذن الله في مدينة عنيزة حوالي ألف وثلاثمائة واثنين وخمسين هجرية أي أنني أكبر منه بحوالي سنتين، كنا نعيش قريبين من بعض وكان بيت عمي في حارة اسمها (المقيبله) على ما أذكر قريبة من الحيالة (السوق الرئيسي لعنيزة) وبيتنا قريب من ذلك.
كنا نلعب جميعاً ودخلنا المدرسة السعودية (اسمها آنذاك المدرسة السعودية) ثم تحولت إلى اسم العزيزية في محلة الدغيثرية، درس هو بعض الابتدائي ولكنه لم يكمل ثم تعين موظفاً إدارياً في نفس المدرسة عدة سنوات، سافر بعدها إلى المنطقة الشرقية كما فعله كثير من الشباب وهناك عمل في بيت أحد الوجهاء في مدينة الخبر عدة سنوات، بعدها التحق بالجمارك في وظيفة حكومية أيضاً مدة غير طويلة.
سافر بعدها وهو صغير إلى الولايات المتحدة ليعمل موظفاً إدارياً في مكتب الملحق الثقافي السعودي في نيويورك مدة من الزمن، وكان خلالها يكمل تعليمه، لكنه تفرغ للدراسة، حصل على الدكتوراه في العلوم الإدارية وعاد بعدها إلى المملكة العربية السعودية وتعين مدرساً في جامعة الملك سعود فترة من الزمن وتفرغ لأعماله الخاصة ولأسرته الممتدة (عائلة النعيم) ولأنه ذو خلق بل وخلاّق، ابتكر فكرة اجتماع العائلة الكبيرة مرة في الشهر في بيت من تكون عليه الدائرة، وقد اقترح أحد أفراد العائلة فكرة أن يتم الاجتماع في إحدى الاستراحات لكن المرحوم رفض ذلك بحجة أن اجتماع العائلة يجب أن يكون في بيوتهم أكثر حميمية، هذه الدائرة عمرها حوالي (45) عاماً، وأحياناً (وهي قليلة) نجتمع مع أهلنا من الدمام وعنيزة، خارج مدينة الرياض ولكن ليس بعيداً.
ولأنه مفكر وعملي أنشأ لوحة بأسماء أفراد العائلة وخطط لها ورسمها لتكون أشبه بشجرة تعلق في بيوت العائلة، هي من نسجه وعمله وأنفق عليها من دخله (عمل مجيد ومقدر).
وكان يكررها كل عشر سنوات ليضيف إليها من ولد بعد الشجرة الأولى وأدخل النساء فيها في النسخة الأخيرة.
وأصدر كتيباً عن أسماء العائلة رجالاً ونساءً وكيفية التواصل معهم وقد ساعده في هذا العمل ابنته الدكتورة عزيزة وأحفاده، هذه إحدى أفعال المرحوم بإذن الله رحمه الله رحمةً واسعة وجزاه عن الجميع بالجنة إن شاء الله مع الصالحين والأنبياء إن شاء الله.
توفاه الله في يوم السبت 25 محرم 1445هـ الموافق 12 أغسطس 2023م رحمة الله عليه ومن كثرة محبيه ومعارفه اكتظت مقبرة النسيم بالآلاف لتوديعه الوداع الأخير إلى رحمة الله.
وعند العزاء في بيته، أيام الأحد والاثنين والثلاثاء زار البيت آلاف من الرجال والنساء للتعزية.
أحمد الله على قضائه وقدره, وإلى رحمة الله وإلى جنة النعيم يا أبا عبد العزيز، عزاؤنا لأفراد أسرته لزوجته، وابنتيه عزيزة وهديل وأحفاده وعائلته وجيرانه وأصدقائه وأحبابه.
ولا نقول إلا ما قاله الصالحون {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
أخوك وصديق عمرك والعارف فضلك: عبد الله العلي النعيم