خلفيات تفكك تحالف أحزاب الأغلبية بمقاطعات الدار البيضاء
يبدو أن التنسيق الثلاثي بين أحزاب التجمع الوطني للأحرار، الأصالة والمعاصرة، والاستقلال، ليس على ما يرام على الأقل على مستوى مجالس بعض مقاطعات العاصمة الاقتصادية.
هذا الوضع، يبدو واضحا خلال الدورات العادية لشهر يناير الجاري؛ حيث فشلت مقاطعات بارزة في الدار البيضاء في عقد أشغال هذه الدورات، ما يؤثر سلبا على مصالح السكان.
مقاطعة سيدي بليوط على سبيل المثال، والتي تعد من أغنى مقاطعات الدار البيضاء، تعيش على وقع خلافات حادة بين رئيستها كنزة الشرايبي ومنتخبيها منذ شهور، أغلبهم ينتمي إلى أحزاب الأغلبية.
هذه الخلافات تتعلق بالتدبير والتسيير، بعضها وصل صداها إلى مفتشية وزارة الداخلية والمجلس الأعلى للحسابات. هؤلاء المنتخبون ساهموا في تعثر انعقاد دورة يناير الجاري، وذلك لمرتين خلال هذا الشهر.
ويتهم الأعضاء المنتمون إلى الأغلبية الرئيسة “البامية” بالاستفراد بالقرار، حيث يتم إقصاؤهم وعدم التجاوب مع النقط التي يطالبون بإدراجها قصد المناقشة في دورات المجلس.
كذلك على مستوى مجلس مقاطعة الحي الحسني؛ حيث فشل الطاهر اليوسفي المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، في عقد الدورة العادية لشهر يناير بسبب غياب النصاب القانوني، إذ حضر 14 عضوا فقط من أصل 31، ما يضع التحالف في هذه المقاطعة في الميزان، لاسيما وأن هؤلاء الأعضاء ينتمون إلى حزبي الاستقلال و”البام” .
مقاطعة عين السبع تفشل كذلك في عقد دورة يناير العادية ولو أن رئيسها ينتمي إلى حزب الحركة الشعبية؛ بعد سنتين من المشاركة في تسيير مقاطعة عين السبع، اعتبرت الأحزاب المشاركة في تكوين الأغلبية المسيرة لمجلس مقاطعة عين السبع بمدينة الدار البيضاء، مقاطعتها لدورة يناير المنعقدة الخميس الفائت “محطة أولى من النضال”.
وأوضحت، أحزاب الأغلبية، والتي يتمثل أغلبها في حزب الأصالة والمعاصرة عبر بلاغ، أن “حالة الاحتقان والغليان التي تمر بها المقاطعة يتحمل فيها المسؤولية بالدرجة الأولى رئيس المقاطعة الذي عجز عن تدبير أغلبيته، بسبب تعنته واستباحته التدخل في جميع التفويضات مع نشر الإشاعات والدسائس المغرضة”.
وخلفت هذه الصراعات بين أحزاب التحالف بمقاطعات الدار البيضاء جدلا على مستوى جماعة الدار البيضاء.
بعض هذه الخلافات كان قد ظهر جليا خلال دورة أكتوبر الفائت، بعد تعبير فريق الأصالة والمعاصرة عن امتعاضه، مما أسماه “التضييق” الذي يمارس ضد رئيسة مقاطعة سيدي بليوط، كنزة الشرايبي، وكان محمد بريجة، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، دعا في مداخلته، إلى الالتزام بميثاق التحالف، مبرزا أنه “يوجه خطابه لأشخاص مسؤولين يمارسون السياسة”.
حديث بريجة يأتي بعد أن عبر أحد مستشاري “البام” عن غضبه من الاتهامات التي يوجهها مستشارون ينتمون للمقاطعة إلى الشرايبي.
بينما عبر عدد من مستشاري فرق باقي الأحزاب التي تشكل التحالف عن استيائهم من ما يحدث على مستوى مقاطعات الدار البيضاء.