إقتصاد

"حزام الشاي" الإفريقي.. نحو تطويق "سوق المزاج" عالميا

خاص

شرق إفريقيا يستحوذ على خمس سوق الشاي عالميا

شرق إفريقيا يستحوذ على خمس سوق الشاي عالميا

عبر 3 منافذ، تستقبل بورصة ممبسا في كينيا يوميا عشرات الأطنان من الشاي القادم من أوغندا ورواندا وتنزانيا، ليتم تسعيرها وشحنها للأسواق العالمية، إلى جانب الإنتاج المحلي الكيني.

ومنذ إنشاء بورصة ممبسا عام 2014، بدأت البلدان منتجة الشاي شرق إفريقيا تشكيل ما يشبه “كارتيل” جديدا، يتوقع أن يتزايد تأثيره بشكل أكبر على سوق المشروب الشعبي الأول عالميا.

وتسعى بلدان “حزام الشاي” في شرق القارة إلى إحكام قبضتها على السوق العالمية، من خلال زيادة الإنتاج وتوحيد صادراتها وسياساتها التسويقية.

وتخطط البلدان الأربع إلى رفع إنتاجها من الشاي بحلول عام 2030 لأكثر من مليون طن، لتستحوذ مجتمعة على 20 بالمئة من الإنتاج العالمي البالغ نحو 5.5 مليون طن سنويا، مستفيدة من ارتفاع الأسعار من 1.7 دولار للكيلو في نهاية النصف الأول من 2021 إلى 2.49 مع بداية 2022، إلا أن هذه البلدان تواجه تحديات كبيرة قد تعيق جهودها المستقبلية.

المشروبات الساخنة.. تجارة رابحة

ويؤكد الخبير في الشأن الاقتصادي الإفريقي فريد مهموزا أن بإمكان بلدان شرق القارة التأثير بشكل أكبر على أسواق الشاي العالمية، إذا نجحت في الاستفادة من المقومات المتوفرة لديها وعملت على تشجيع المزارعين المحليين من خلال وضع سياسات تسويقية محفزة.

ويقول مهموزا لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “حزام الشاي الإفريقي يعتبر من مناطق الإنتاج العالمية المهمة، حيث ترتفع حجم صادراته بشكل ملحوظ مقارنة بالدول الآسيوية التي تتصدر الإنتاج لكنها تستهلك معظمه محليا”.

مميزات تنافسية إفريقية

● تنتج البلدان الأربعة مجتمعة حاليا نحو 600 ألف طن سنويا، تستحوذ كينيا وحدها على النصف تقريبا.

● تصدر بلدان شرق إفريقيا الأربع نحو 70 بالمئة من إنتاجها بسبب انخفاض حجم الاستهلاك المحلي، مما يعتبر ميزة تنافسية مهمة بالنسبة لها، على عكس المنتجين العالميين الكبار مثل الصين والهند اللتين تستهلكان معظم إنتاجهما المحلي.

● تستفيد بلدان شرق إفريقيا من قربها النسبي من أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تعتبر واحدة من أضعف مناطق العالم إنتاجا للشاي وأكثرها استهلاكا له.

تحديات ماثلة

في مزرعة كبيرة لإنتاج الشاي تقع على بعد نحو 30 كيلومترا شرق العاصمة الأوغندية كمبالا، ينتظر ديفيد توديلو مع مزارع ومزارعة حصتهم من وجبة الغداء المكونة من الأرز واللوبيا، خلال استراحة منتصف اليوم الذي يبدأ عند السادسة صباحا ويستمر حتى الخامسة مساء.

لكن توديلو وغيره من المزارعين الذين يعملون بالأجر اليومي يشعرون بإحباط شديد بسبب تدني مداخيلهم.

ويقول توديلو لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه “بعد عمل يستمر لأكثر من 10 ساعات يحصل على أجر يعادل نحو 3 دولارات في اليوم”.

ويعبر عن اعتقاده بأن المحصلة الأكبر من عملية الإنتاج تذهب للتجار والمضاربين، رغم الجهد الكبير الذي يبذله المزارع.

فهناك تململا واضحا بين أوساط المزارعين المحليين، الذين يشعرون بوجود فجوة كبيرة بين مداخيلهم وتلك التي يحصل عليها المضاربون المحليون والعالميون.

كما أن من أبرز التحديات التي تواجه جهود دول شرق إفريقيا، الرامية إلى زيادة حجم إنتاجها وتأثيرها على الأسواق العالمية، معضلة التحول المناخي، حيث تشهد معظم بلدان المنطقة المنتجة للشاي موجات جفاف كبيرة وتذبذبا ملحوظا في معدلات هطول الأمطار، مما يؤثر سلبا على المحصول.

علاوة على ذلك، فإن ضعف البنيات التحتية المتمثلة في الطرق ومنشآت التخزين والتعبئة وغيرها من العناصر التسويقية المساندة، تلعب دورا في إعاقة الإنتاج والتصدير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى