سياسة

تصريحات ابن كيران بشأن مدونة الأسرة تجر عليه غضب التقدم والاشتراكية

في أول رد فعل على تصريحات عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أمس الأحد، هاجم فيها حزبي الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية بشأن موقفهما من مدونة الأسرة، اعتبر رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، “هذه التصريحات “ليست هي الأولى من نوعها”. ووصفها في تدوينة على صفحته بـ”فايسبوك” بأنها “الأخطر على مجتمعنا المغربي وتجربتنا الديمقراطية الناشئة”.
وقال إنها “تصريحاتٌ متهجِّمَة وأخلَّت، بشكلٍ صارخ، بواجب الاحترام الواجب بين القيادات والأحزاب السياسية”.
كما أنها “تصريحاتٌ مُحرِّضَةٌ على الفتنة والانقسام المجتمعي، وتنطوي على تهديدٍ صريح بـ”الانتفاض” ضد أيِّ إصلاحٍ تحديثي لمدونة الأسرة”.
وتابع منتقدا ابن كيران “لقد أطلق الرجلُ العِنان لاتهاماتٍ كاذبة وعبثية لا أساس لها إلا في ذهنه، وبلَغَ به الانسياقُ الكلامي إلى حدّ إخراج كلِّ مَن له مرجعيةٌ تحديثية من دين الإسلام الحنيف، وإلى تقسيم العالَم إلى بلاد الإسلام وبلاد الكفر، وتصنيف المغاربة على أساس فهمٍ شخصي من الرجل للإيمان، من خلال إيـــهام الناس بأن من هو ضد المحافَظَة هو ضد الإسلام والقرآن الكريم”.
وتساءل حموني “أليس هذا تكفيرٌ صريحٌ ودعوةٌ إلى التطرف والمسِّ بأحد المرتكزات الأساسية التي تعضد مجتمعنا المغربي، وهو مرتكز التعددية الفكرية والسياسية الذي اختاره المغربُ منذ الاستقلال”.
وافترض حموني أن يكون ابن كيران اكتفى، في أحسن الأحوال، بتلاوة عناوين مذكرات الأحزاب السياسية المخالفة له بخصوص مراجعة مدونة الأسرة من منطلق أحكام جاهزة ومُحَرِّفَة للحقيقة، بشكلٍ يبعثُ على الاستنكار ويدفع بالممارسة السياسية السوية نحو الهاوية”.
وكال ابن كيران الاتهامات والأكاذيب لهذه الأحزاب، من قبيل “تخريب الأسرة” و”زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة” و”الزواج بدون عقد”. وهي أمورٌ لا توجد سوى في ذهن الرجل وحده بكل تأكيد، وفق ما ورد في تدوينة حموني.
وخاطب ابن كيران بقوله “لا حق لك أبدًا في تكفير من يخالفُك الرأي، ولا في تبرير مواقف سياسية بتأويلك الخاص لدين الدولة والمجتمع، ومحاولة إضفاء طابع القدسية على آرائك التي قد تكون مُخطئة وقد تكون مُصيبَة. ولا حق لك في تزييف مواقف الغير”.
ويذكر أن ابن كيران، هاجم حزبي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والاشتراكية لخروجهما للدفاع عن مقترحات المجلس الوطني لحقوق الإنسان بخصوص تعديل مدونة الأسرة.
وخاطب في كلمة له في المهرجان الوطني حول إصلاح مدونة الأسرة نظمه حزبه أمس الأحد بالدار البيضاء، قيادة الحزبين بقوله ”لشكر وبنعبد الله سنحترمكم إذا خرجتم للعلن وقلتم بأننا مابقيناش بغينا الإسلام، لكنكم كاتقولو هاد الكلام بطريقة مغلفة كاتقولو بغينا نقطعو مع المحافظة لا قولو بأنكم بغيتو تقطعو مع الإسلام” وأضاف “هذا كتاب الله الذي اجتمعت عليه الأمة”.
وأكد ابن كيران أن المجتمع لا يتفق مع هذه المقترحات، وإذا تم استفتاء المغاربة في الموضوع سيتبين ذلك واضحا، مضيفا “وإذا أردتم سننظم مسيرة مليونية رافضة لهذه التعديلات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى