د.عبدالعزيز الجار الله
تبقى جدة عروس البحر الأحمر الواقعة في منتصف سواحل البحر الأحمر رغم الأمطار والفيضان مع الدعاء لأهل جدة بالرحمة واللطف وأن تكون أمطارهم أمطار رحمة وبركة.
كان بالإمكان لمحافظة ومدينة جدة أن تتغلب على مشكلات الأمطار وما ينجم من فيضانات، لو أنها أبقت:
أولاً:
– على مخططاتها وعمرانها القديم، فقد كانت جدة قادرة على تصريف السيول مع الحلول التي تطرحها من حين لآخر في ظل بقاء مجاري الأودية قائمة كما هي دون تعديات.
– بحيث تنحدر السيول من مناطق تقسيم المياه من الشرق من جبال وهضاب المرتفعات الغربية جبال الحجاز الغربية وتعبر سهل تهامة المنطقة المنخفضة أسفل جبال الحجاز وعرضها 40 كيلومتراً وممتدة بطول البحر الأحمر تضيق عند تبوك لتصل إلى أمتار.
– ثم تتجاوز السيول مدينة جدة التي بنيت على تهامة والساحل، حيث حافظت على بقاء مجاري الأودية قائمة كما كانت عليه، لم تتعدَّ على الأودية بإنشاء مخططات سكنية، وشوارع طولية ممتدة من شمال جدة إلى جنوبها تقطع وتعترض مسار الأودية القادمة من الشرق إلى الغرب، فلا تصل سيول الشرق إلى السهل الساحلي وتصب في البحر الأحمر، أي من المنبع المصدر جبال وهضاب الحجاز الغربية، وإلى المصب البحر الأحمر.
ثانياً: لو بقيت جدة على تعدادها السكاني السابق مابين المليون، والمليون ونصف، وأنشأت مدن حزام مدن شمال جدة في عسفان وثول مدن جديدة في حيز مساحته الثمانين كيلومتراً من شمال مدينة جدة حتى مدينة ثول لأصبح الأمر مقبولاً أقل في السكان وفي المخططات، والأحياء السكنية، تمكن مجاري الأودية التي أسست لها طرق من آلاف السنين أن تنقل مياه السيول من الشرق للغرب، لكن الوضع الحالي يختلف فقد زاد سكان جدة ووصل إلى (4) ملايين نسمة وهي تعد المدينة الثانية في المملكة بعد مدينة الرياض من حيث عدد السكان لذا اختلفت خريطة جدة الطبوغرافية والديموغرافية لتصبح مدينة كتلة أسمنتية واحدة في شريط ضيق محصورة بين الجبال والبحر، دون.
ثالثاً: خططت مدينة جدة الحديثة بخلاف طبيعتها الجغرافية، والتي يمكن أن تتبع الميل الطبوغرافي للأرض واتجاه مسار الأودية من الشرق إلى الغرب، من أعالي جبال وهضاب الحجاز مروراً بسهل تهامة، والسهل الساحلي للبحر الأحمر في الغرب، فجاء تخطيط جدة مدينة طولية من الشمال إلى الجنوب معاكساً لطبيعتها مما أدى إلى أن تغلق الشوارع الطولية (شمال -جنوب) مسار مجاري الأودية القادمة من الشرق.
من الحلول التي يمكن التفكير بها:
– وضع قنوات مياه سطحية قد تكون مكشوفة مكان الأودية التي بنيت فوقها الأحياء السكنية لتصريف السيول إلى الساحل.
– نقل بعض المشاريع القديمة إلى خارج جدة.
– التوسع في إنشاء المدن والمراكز المساندة خارج مدينة جدة، في حزامها الشمالي.