الإمارات

الكونغرس العالمي للإعلام يستضيف سعيد العطر في جلسة حوارية حول دور الإعلام في تعزيز الهوية الوطنية – وكالة أنباء الإمارات

أبوظبي في 17 نوفمبر/ وام/ استضاف الكونغرس العالمي للإعلام في ثالث أيامه سعادة سعيد العطر مدير المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات في جلسة حوارية تناولت دور الإعلام في تعزيز الهوية الوطنية في ظل تداعيات العولمة الثقافية، حاوره خلالها عبدالله عبدالكريم المدير التنفيذي لقطاع المحتوى الإخباري بالإنابة في وكالة أنباء الإمارات “وام”.

وتوجه سعادة سعيد العطر في بداية الجلسة بالشكر والتقدير إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة على رعاية سموه الكريمة للكونغرس العالمي للإعلام الذي تنظمه مجموعة أدنيك بالشراكة مع وكالة أنباء الإمارات “وام”.

وأكد سعادته أن الكونغرس العالمي للإعلام جمع المواهب الإعلامية من شرق العالم وغربه لمناقشة التحديات التي تواجه القطاع والعمل على بلورة رؤية استشرافية لمستقبله، متوجها بالشكر إلى وكالة أنباء الإمارات “وام” ومجموعة “أدنيك” على تنظيم هذا الحدث العالمي المميز.

وبدأت الجلسة الحوارية بسؤال حول أهمية دور الإعلام اليوم أكثر من أي وقت مضى في ترسيخ الهوية الوطنية، حيث قال سعادة سعيد العطر ، إن العالم اليوم تغير ، ونعيش عولمة اقتصادية وأيضا عولمة ثقافية ، ووفقا للإحصاءات العالمية يبلغ المتوسط الذي يقضيه الشخص على مواقع الإنترنت 7 ساعات يوميا وبحسب تلك الإحصاءات قضى الأشخاص نحو 12 تريليون ساعة على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت خلال العام الماضي.

وأشار إلى أن هناك عولمة ثقافية تنتشر بشكل كبير، حيث يوجد أكثر من 200 منصة ترفيهية حول العالم يشترك فيها نحو مليار و400 مليون شخص .

وأكد سعادته أن الدول القوية تمتلك هوية وطنية قوية تفخر بها بل وتسعى إلى تصديرها إلى العالم، ودولة الإمارات تعد من النماذج الرائدة على مستوى العالم التي تعتز بهويتها الوطنية.

وأوضح أن العولمة الثقافية لابد من التعامل معها، والإعلام هو رأس الحربة في الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيزها.

وحول أهم المحاور الإعلامية التي يمكن من خلالها بناء استراتيجية واضحة لترسيخ هويتنا الوطنية الإعلامية، قال سعادة مدير المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات : ” إننا إذا أدركنا أهمية الهوية الوطنية ندرك أهمية دور الإعلام في إبرازها”.

وأوضح أن دور الإعلام تضاعف اليوم في تعزيز الهوية الوطنية، ومع أهمية دور التعليم وإسهاماته في هذا الصدد، يجب أن يكون هناك محتوى ثقافي وطني يسهم في بناء شخصية الطلبة ويعزز انتمائهم الوطني.

وأشار إلى أن العديد من الدول تقوم بجهود كبيرة لترسيخ الهوية الوطنية والإعلام عليه دور مهم في هذا الصدد ، فهو من يمكن له أن يهملها أو يبرزها ويعززها ويسهم في جهود تصديرها للخارج.

وسلط سعادته الضوء على اليابان كأحد النماذج الرائدة في تعزيز الهوية الوطنية، ففي ظل التطور البارز الذي تعيشه الدولة في مختلف القطاعات نجد أن الشعب الياباني شعب معتز بهويته وثقافته الوطنية بشكل كبير، كما تصدر الثقافة اليابانية إلى الدول الأخرى.

وأضاف أن الشعب الياباني من أقل الشعوب التي تقضي أوقاتا على الإنترنت بمتوسط يبلغ نحو 4 ساعات يوميا.

كما سلط سعادته الضوء على نموذج آخر وهو كوريا الجنوبية التي نجحت في تصدير نحو 12 ساعة من الدراما الكورية إلى نحو 91 دولة حول العالم.

وحول كيفية التعامل مع تحديات العولمة الثقافية، قال سعادة سعيد العطر، إن ترسيخ الهوية الوطنية ليس مسؤولية الحكومة وحسب وإنما مسؤولية مجتمعية تشمل المجتمع والأسرة وأولياء الأمور.

وأشار إلى أن دراسة عالمية أظهرت أن الطفل الإماراتي من أسرع الأطفال حصولا على الآيباد ويقضي نحو 7 ساعات عليه يوميا كما أن 20 في المائة منهم لا يخضعون لأي إشراف أسري وهو من التحديات التي يجب التعامل معها.

ولفت في هذا الصدد إلى أن الإمارات قامت بمبادرات عديدة وبرامج رائدة لتعزيز الهوية الوطنية مثل “عام زايد” و”عام التسامح” بهدف ترسيخ هذه القيم لدى الأجيال الناشئة.

وأكد سعادته أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ” طيب الله ثراه” هو من رسخ مبادئ الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرا إلى أهمية التركيز على تدريس هذه القيم والمبادئ للأجيال الجديدة.

ولفت إلى أن اللغة هي وعاء الثقافة والرابط الذي يعزز من الهوية الوطنية ويسهم في ترسيخها لدى الأجيال القادمة.

وحول أهم التجارب العربية الناجحة في تعزيز الهوية الوطنية واللغة العربية ، أكد سعادة العطر أن دولة الإمارات تعد نموذجا رائدا عالميا في مختلف المجالات، كما أنها وفق مؤشرات عالمية من أكثر الدول التي تعتز بهويتها الوطنية والثقة بين الحكومة والشعب من ضمن المعدلات الأعلى عالميا.

وأشار سعادته إلى أهمية المبادرات والبرامج التي تم إطلاقها لتعزيز الارتباط باللغة العربية ومنها برنامج شاعر المليون وبرنامج أمير الشعراء إلى جانب مهرجانات التراث التي تعقد في مختلف أنحاء الدولة فضلا عن معارض الكتب إضافة إلى العديد من المبادرات المعنية ببرامج الأمومة والطفولة والتي تسهم في ترسيخ الهوية الوطنية لدى الأجيال الناشئة.

وأكد أن تحدي القراءة العربي هو مبادرة استثنائية من قائد استثنائي، حيث أسهمت توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” بإطلاق هذا التحدي في تعزيز الاهتمام باللغة العربية التي تعد أهم رابط يربطنا بهويتنا الوطنية.

كما تطرق إلى منصة “مدرسة” التي تضم نحو 7 الآف درس وموضوع تعليمي من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر تم إنتاجها وتعريبها وتوفيرها للأبناء.

وجدد سعادته التأكيد على أهمية تعزيز ارتباط الأجيال الناشئة بقيم وإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، والاستفادة من الوسائل التكنولوجية الجديدة في هذا الشأن .

وفي ختام الجلسة الحوارية توجه عبدالله عبدالكريم المدير التنفيذي لقطاع المحتوى الإخباري بالإنابة في وكالة أنباء الإمارات “وام” بالشكر إلى سعادة سعيد العطر مدير المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات على هذه الجلسة الحوارية الثرية التي عقدت ضمن فعاليات الدورة الأولى من الكونجرس العالمي للإعلام.

وأكد أن الإعلام يبقى عنصرا مؤثرا وفاعلا أساسيا في حماية المبادئ والقيم الوطنية وتعزيز الهوية الوطنية.

– أحمد عبد العظيم –

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى