الإمارات

الإمارات تؤكد أهمية وضع استراتيجيات شاملة لمكافحة الإرهاب – Alittihad Newspaper جريدة الاتحاد

نيويورك (الاتحاد)

أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس، أهمية التصدي للإرهاب، وتحصين مجتمعاتنا ومعالجة أسبابه الجذرية، مشيرة إلى وضع استراتيجيات شاملة ومتعددة الأطراف تَرتكِز في جوهرها على الوقاية ومنع التطرف لمواجهة الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين جراء الأعمال الإرهابية.

وقالت الإمارات، في بيان ألقته معالي نورة الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، أمام مجلس الأمن بشأن «الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين جراء الأعمال الإرهابية: النهج العالمي لمكافحة الإرهاب – المبادئ والآفاق المستقبلية»: «لقد اتخذنا خلال العقديين الماضيين، ومن خلال هذه المنظمة، العديد من التدابير والسياسات للتصدي للتهديد الإرهابي على السلم والأمن الدوليين، ومن أبرزها اعتماد مجلس الأمن القرار التاريخي 1373، استجابةً لأحد أكبر تحديات هذا العصر والتي تقوض الاستقرار والازدهار». 

وأضاف البيان «تمكن التهديد الإرهابي العالمي من التكيف من خلال أساليبٍ متطورة وتكتيكات معقدة أتاحت له التشعب والانتشار، وأن الجماعات الإرهابية وظفت الموارد الطبيعية لتمويل عملياتها والتكنولوجيا الحديثة لشن هجماتها الإرهابية العابرة للحدود، واستغلت غياب سلطة الدولة في مناطق عدة، وشتت التركيز الدولي بسبب كثرة الأزمات واختلاف الأولويات».

وطالب البيان بضرورة تعزيز الزخم الدولي وتحديد ومعالجة أوجه القصور ومنع استغلال الثغرات، ولا بد أيضاً أن نكون أكثر مرونة لمواكبة أساليب الجماعات الإرهابية، بل ويجب أن نكون استباقيين لمنع التطرف والإرهاب، لا سيما أننا قطعنا خطوات كبيرة في مسارنا نحو تعزيز التعاون الدولي، وبناء القدرات وتطوير استراتيجيات ووسائل فعالة لمكافحة الإرهاب

وأشارت معالي نورة الكعبي، خلال بيان الدولة، إلى أن القارة الأفريقية لم تسلم من ويلات هذه الآفة، فسقط من شعوبها ما يقارب نصف ضحايا الإرهاب في العالم العام الماضي، وإليها تلجأ الجماعات الإرهابية بحثاً عن مرتعٍ لها، لافتة إلى أنه لم يعد مقبولاً أن يكتفي المجلس بالتركيز على بعض الجماعات الإرهابية دون غيرها.

وطالب البيان بضرورة تسخير جميع الأدوات المتاحة لمجلس الأمن، بما في ذلك لجان العقوبات، للحد من أنشطة الجماعات الإرهابية، مؤكداً ضرورة دعم الجهود الإقليمية والمحلية، وتكثيف التنسيق مع الجهات الفاعلة، وإشراك النساء والشباب، خاصة في ظل طبيعة التهديد الإرهابي العابر للحدود. 

وقال «أثبتت الجماعات الإرهابية قدرتها على استغلال التقدم التكنولوجي، بما في ذلك الطائرات المسيرة والعملات الرقمية، لتحقيق مآربها»، مؤكداً أن إعلان دلهي بشأن مكافحة استخدام التقنيات الجديدة والناشئة لأغراضٍ إرهابية يمثل خطوة مهمة لسد الثغرات وتطوير أُطُر تنظيمية متينة، يشارك فيها القطاعان الحكومي والخاص محلياً ودولياً.

كما شدد البيان على أهمية التصدي للإرهاب بأشكاله كافة من خلال وضع استراتيجيات شاملة ومتعددة الأطراف تَرتكِز في جوهرها على الوقاية ومنع التطرف، داعياً إلى أهمية فضح الإيديولوجيات المتطرفة التي تُغذي العنف والكراهية وتُحرض على القتل والدمار، وتحصين مجتمعاتنا من التطرف ومعالجة أسبابه الجذرية.

وقال معالي الكعبي «حرصت بلادي على العمل من خلال منظومة متكاملة لمكافحة التطرف تشمل رفض كل محاولات تشويه واستغلال الجماعات الإرهابية للدين الإسلامي»، وطالب البيان بضرورة العمل على نشر الوعي والتسامح والتعايش والتنوع لكونها سماتٌ متأصلة في الثقافة الإسلامية. 

وأعرب البيان في هذا الصدد، أن المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في الإمارات، وبالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، قدمت العديد من المبادرات الهادفة للقضاء على التطرف بشكلٍ مستدام.

ونوه البيان إلى استضافة الإمارات مؤتمراً شهدنا خلاله التوقيع على «وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك» من قبل قداسة البابا فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب لتفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين الشعوب، ولتعزيز هذه القيم عالمياً، فأصبح اليوم الدولي للأخوة الإنسانية في الرابع من فبراير من كل عام مناسبةً لتعزيز التعددية وتنوع الثقافات.

كما أكد أن استضافة الإمارات لـ «منتدى الأديان لمجموعة العشرين» هذا الأسبوع تجسيد رؤية الدولة بإرساء منظومة عالمية للتسامح والتعايش والتنوع من خلال عرض توصيات نحو مئة من قيادات مختلف المجتمعات الدينية على قادة قمة نيودلهي عام 2023 لنُحقق عالماً أكثر تضامناً وسلاماً.

وفي ختام البيان، أكدت الإمارات أنها ستبني على ما تحقق خلال رئاسة الهند هذا العام، وسنواصل بصفتنا رئيساً للجنة مكافحة الإرهاب في العام القادم، التعاون مع زملائنا لتعزيز قدرات اللجنة على تنفيذ ولايتها في ظل متغيرات التهديد الإرهابي العالمي، ولتنعم جميع مجتمعاتنا، أينما كانت، بالأمن والاستقرار والازدهار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى