د.عبدالعزيز الجار الله
لم تتأخر المملكة في الرد على وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو يوم الأحد الماضي 5 نوفمبر 2023 الذي قال في مقابلة نقلتها صحيفة «يديعوت أحرونوت»، عندما وجّه الصحافي سؤالاً: هل ينبغي إسقاط قنبلة ذرية على غزة؟ فأجاب الوزير: هذا أحد الاحتمالات.
فقد أدانت المملكة بأشد العبارات التصريحات المتطرفة وقالت وزارة الخارجية السعودية: (إن عدم إقالة الوزير من الحكومة فوراً والاكتفاء بتجميد عضويته، تعكس قمة الاستهتار بجميع المعايير والقيم الإنسانية والأخلاقية والدينية والقانونية لدى الحكومة الإسرائيلية).
إذن نحن أمام مرحلة جديدة من الصراع، ووزير التراث الإسرائيلي كشف عن ورقة النووي ومستوياته التي كانت تخفيها إسرائيل وأمريكا فالهدف الأساسي هو تدمير قطاع غزة بالكامل سواء بعملية طوفان الأقصى أو بدونها، إما بالسلاح التقليدي أو بالسلاح النوعي اليورانيوم المنضب أو في (الاحتمالات) التي قالها الوزير السلاح النووي في مرحلة من مراحل الحرب، فلم يكن حديث عميحاي إلياهو مصادفة أو زلة لسان، بل مقصود من الحكومة الإسرائيلية بهدف إرهاب الفلسطينيين والمتعاطفين معهم والعرب ودول الجوار، وهي رسالة للعالم العربي والإسلامي وروسيا والصين أن صناعة السلاح النووي الإسرائيلي ليس للتخزين وإنما للاستعمال وقت الحروب لأنه الرادع العسكري، وترى هذه اللحظة مناسبة لردع الشرق الأوسط.
الكثير من العرب أخذ تهديد عميحاي إلياهو مأخذ الجد، إن لم يكن مباشراً سيكون على مراحل (اليورانيوم المنضب) كما استخدم في أوكرانيا مؤخراً عام 2023 ، وفي أفغانستان 2001-2021 ، والعراق والكويت 1991 و2003 ، ومدى تأثير مخاطر اليورانيوم المنضّب الإشعاعية والتدميرية على الآليات العسكرية وعلى البشر والتربة والشجر. وكذلك تأثير القنابل ذات الأطنان الكبيرة لتدمير الأنفاق والملاجئ، وما الصور التي تنقلها القنوات التلفزيونية إلا تأكيد على دخول السلاح النوعي في المعركة لذا بدأت إسرائيل في إيقاف عمل المحطات التلفزيونية في غزة والضفة وتعمدت قتل المراسلين وقصف المكاتب.
العمل الإسرائيلي العسكري في غزة كان ممنهجاً كما ذكره الوزير عميحاي إلياهو:
– اعتراضه على السماح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة، قائلاً: «نحن لن نسلم المساعدات الإنسانية للنازيين». وقال «لا يوجد شيء اسمه مدنيون غير متورطين في غزة».
– سبق لهذا الوزير المتطرف أن دعا إلى احتلال كافة القطاع الفلسطيني، أي احتلال الأرض وتهجير السكان إلى سيناء المصرية والأراضي الأردنية، وهي كانت الخطة الأولى التي تصدت لها مصر والأردن وجميع العرب.
– عندما سُئل عن مصير السكان الفلسطينيين في غزة، قال: «يمكنهم الذهاب إلى أيرلندا أو الصحاري، يجب على الوحوش في غزة أن يجدوا الحل بأنفسهم.
– وكرر مراراً أنه لا يحق لشمال القطاع أن يوجد أصلاً.
– اعتبر أن «أي شخص يلوّح بعلم فلسطين أو علم حماس ينبغي أن يقتل ولا ينبغي أن يستمر في العيش على وجه الأرض».
وهذا ما يحدث بالضبط في غزة فلسطين منذ 7 أكتوبر إلى الشهر الثاني نوفمبر على الحرب. لذا اعتبرت حركة حماس أن تلك التصريحات «تعكس الإرهاب غير المسبوق لحكومة نتنياهو». وندّدت حركة «الجهاد الإسلامي» بدعوة الوزير الإسرائيلي لقصف غزة بقنبلة ذرية، قائلة إنّ إسرائيل تفعل ما قاله بالتدريج وكل الشواهد تكشف حجم الجريمة والمحرقة.